أحداث حلقة هذا الأسبوع من غيم أوف ثرونز تتضمن الجرعة المعتادة من مشاهد المواخير, مشاهد الإعدام, مشاهد الاختطاف… الخ, و مشاهد أخرى جديدة كلياً علينا مثل مشهد زفاف لا ينتهي بموت أي أحد.
وأيضاً, الجرعة المعتادة من تحوير أحداث الكتاب.
لكن قبل أن أبدأ بسلخ هذه الحلقة و D&D, سأحكي لكم قصة الفتاة (جاين بول), أو ما تعرف عند بعض الناس بـ“أكثر قصة مأساوية في الروايات“. أنت تنظر إليّ بإستغراب, محاولاً تذكيري بما مرّت به (سانسا) و (أريا) و كل تلك الخيانات و خراب وينترفل… الخ. لكن دعك من ذلك.
(جاين) كانت إبنة رجل متوسط الأهمية في وينترفل, وبالرغم من أنها لم تكن من نسل نبيل إلا أنها كانت تدرس برفقة (سانسا) و (أريا). كانت (جاين) مقربة من (سانسا) وكانتا تتشاركان نفس الأحلام بالزواج من فارس نبيل و العيش في قلعة.
رافقت (جاين) أباها إلى العاصمة بعد تعيين (نيد ستارك) ساعداً للملك, ونجت بأعجوبة من تبعات سقوط بيت (نيد ستارك) بعد إعتقاله بتهمة الخيانة, لكن أبوها لم ينجو. نظراً لوفاته, تأمر (سيرسي) بفصلها عن (سانسا), و تكلف الخنصر بذلك. ولأنها ليست من نسل نبيل, يرمي بها الخنصر في ماخوره, وهوب راحت العذرية وراحت معها أحلام الفارس و القلعة.
تختفي بعد ذلك (جاين) من القصة, إلى أن يلتقي بها (جايمي) فجأة, لكنها تقوم بتعريف نفسها بإسم (أريا ستارك), يشك (جايمي) في صدقها لكنه يخمن أنها إحدى ألاعيب أبيه (تايوين). ترسل الفتاة بعد ذلك إلى الشمال لتتزوج من (رامسي بولتون) وبما أنه لا يوجد أحد ليشكك في صدق إدعاءها ذلك, فهذا كفيل بتقوية قبضة آل (بولتون) على الشمال.
باقي القصة لا داعي لأن أذكره, لكن يكفي القول أنها تعرضت لقدر كبير من المهانة و التعذيب على يد (بولتون), بدرجة توازي — أو تفوق حتى — ما حصل لـ(ثيون).
(جاين) المسكينة كانت مجرد طفلة صغيرة, عقلها مملوء بقصص الفرسان و الأمراء, فقدت والدها, صديقتها الوحيدة, عفّتها… وعقلها. ما عايشته على يد الخنصر في الماخور وعلى يد (رامسي) في وينترفل… لا يوازي أي شيء أخر في القصة, قد تقول لي (ثيون), لكن ذلك السافل استحق قليلاً مما حصل له.
الآن, لماذا تحكي لنا هذه القصة يا رضوان؟ سأعود لذلك لاحقاً.
بوريال
الجموع في عاصمة ويستيروس تهتف صارخة ”الملكة (مارجري)“, الأمر الذي يغيض (سيرسي), لكنهم يهتفون بإسم (مارج) فقط لأنه يوم زفافها من (تومين). حفل الزفاف يمر بسلام, على غير عادة غيم اوف ثرونز, لكن… بوم! جنس القاصرين. هل ظننتم أن المسلسل أصبح لطيفاً فجأة؟
بعد جلسة الجماع, تبدأ (مارجري) بالتلاعب بـ(تومين), محرضة أياه — بشكل مبطن — على التخلص من والدته, و المسكين يقع في الفخ مباشرة, إذ في اليوم التالي يفاتح والدته في الموضوع, بشكل مباشر وبلا تلاعب, و (سيرسي) فطنت للأمر بكل سهولة. بربك يا (تومين), ليس وكأن جدك و أمك و أبوك و عمك ليسو أذكى و أخطر و أمكر الشخصيات في القصة, ألم تتعلم أي شيء منهم؟ حتى أخوك لم يكن بهذه البلاهة. أنت خيبة أمل كبيرة. عد للعب مع قططك.
بعد ذلك مباشرة, تقوم (سيرسي) بزيارة سريعة لـ(مارجري), مما ينتج عنه شيء أقرب لـ“روست (سيرسي لانيستر)“..
ماذا توقعت (سيرسي) أن يحدث مثلاً؟ أن تخشع (مارجري) لها؟ لقد أهانتها (مارجري) بشكل قوي, بالقيام بإيحاءات جنسية حول (تومين), و بالخصوص بحديثها عن نفسها كملكة أعلى شأناً منها. لا شيء مفاجئ في هذا المشهد ما إذا تذكرنا أن (مارجري) هي إبنة الحيزبون (أولينا تيريل), ولأول مرة نرى (سيرسي) عاجزة عن الدفاع عن نفسها, وبمعرفتنا لها فإن ما رأيناه تطلب الكثير من ظبط النفس.
في مكان أخر في بوريال, السبتون الأعلى يمارس عقيدة السبع على طريقته الخاصة في ماخور (بايليش), لكن تتم مقاطعته هذه المرة من طرف (لانسِل) و جماعة المتطرفين, الذين يجردون السبتون من ملابسه و يطوفون به شوارع العاصمة عارياً مذلّينه علنياً, وكلما حاول الرجل أن يغطي منفرجه يضرب على يديه.
السؤال الآن, هل كان يغطي منفرجه بسبب الخزيّ, أم لأنه كان مُثاراً بهذا السيناريو كله؟ 😀
عندما يشكو السبتون ما أصابه للمجلس, يحدث عكس ما توقعه, إذ قامت (سيرسي) بزيارة قائد الطائفة الملقب بالدوريّ الأعلى, الذي كان يقدم الحساء في شوارع ”فلي بوتوم“. ترى فيه (سيرسي) فرصة تحالف مثمر لها, وإن كنا قد تعلمنا أي شيء من الجماعات المتطرفة في العالم الحقيقيّ, التحالف معهم أحياناً ليس فكرة جيدة.
أخيراً, نرى (كايبورن) في مختبره في مشهد الهدف منه هو إخبارنا بأن مشروع التخرج الذي يعمل عليه يتنفس و يتحرك.
برافوس
تفتتح الحلقة في دار الأبيض و الأسود حيث تبدأ (أريا) رحلة تحولها إلى… لا أحد. وهذه الرحلة يجب أن تبدأ بتخلصها من هويتها القديمة. الأمر الذي يبدو أنها مترددة حوله, بدلالة عدم قدرتها على التخلص من سيفها ”إبرة“ برفقة باقي الأشياء في المحيط, مما يشير لنا أنها لن تنجح في أن تصبح كلياً واحدة من عبيد الموت اولئك.
وينترهِل
نقفز بعدها مباشرة إلى عروس الشمال حيث يوجد (ثيون), الذي هو الاخر تم تجريده من هويته على يد (رامسي) وأصبح (ريك).
إعتادت وينترفل أن تكون مزينة بالثلوج في عهد الستارك, لكنها الآن مزينة بجثث مسلوخة, من كان يعلم أن التهرب الضريبي جريمة خطيرة في ويستيروس؟ لحسن حظ (أل كابون) أنه دخل السجن وحسب. 😀
الخائن (روز بولتون) يقاطع وجبة غذاء (رامسي) ليعلّمه أنه عندما يتعلق الأمر بالتحالفات الاستراتيجية, الزواج يتفوق على السلخ العلنيّ, و مرحى لك يا ولدي, انت حتتزوج. ومن سيتزوج هذا الوحش سوى (سانسا ستارك), في خطوة مفاجئة للجميع.
هذا إختلاف كبير بين المسلسل و الروايات, حيث يتزوج (رامسي) بـ“أريا“, أي (جاين). هذا مصير مخيف للغاية لـ(سانسا), الغير عارفة بوحشية (رامسي) القاتلة. وعلى ما يبدو, الخنصر لا يعرف هو الأخر, بالرغم من أن هذا صعب تصديقه.
وجدت أن كلامه في محاولة إقناعه لـ(سانسا) بالإنتقام لمقتل عائلتها ضعيف و واهن للغاية. بل في الحقيقة, إن أفضل طريقة للإنتقام كانت لتكون قتل الخنصر, الذي بخياناته المتعددة ساهم بشكل أو بأخر في المأساة التي حصلت لآل (ستارك).
لست أعرف ما الذي يخطط له (بايليش) هنا. يبدو أنه يلعب على كل أطراف النزاع في هذه الأثناء. وبالرغم من أن (رامسي) أقسم أنه لن يؤذي (سانسا), بتعبيره البريء ذاك, نعجز عن تصديق ذلك.
أيضاً, هناك فتاة غيورة في وينترفل, أنا أخشى على (سانسا).
في مكان ما غير بعيد عن كل هذا, يحظى (بودريك) و (بريان) بلحظة تقربهما من بعض أكثر فأكثر, حيث حكى لها (بود) بداياته كإسطبليّ وحكت له (بريان) قصتها مع (رينلي). ببدو أن (بريان) لا تزال غاضبة حول مقتل (رينلي), بل وقد تكون تحبه بالرغم من ميوله الجنسية, وإذا كان شبح (ستانيس) مستحيل القتل, فإن (ستانيس) نفسه من شحم و لحم, و يمكن قتله.
السور
يعاود (ستانيس) طرح عرضه على القائد الجديد لحرس الليل (جون سنو), الذي يرفضه لمرة ثانية, مستفسراً عن موعد رحيل جيشه الذي أطال البقاء و استنفذ كل طعامهم, كذلك الضيف الذي يزوركم في الصيف و يجتاح ثلاجتكم 🙂 . في الإجتماع التالي, يقوم (جون) بتعيين (ثورن) طوافاً أولاً (يعني ضابط في حرس الليل), لكنه يحاول التخلص من (جانوس سلينت) بتعيينه في قلعة خراب, الأمر الذي يغضب (سلينت) و يجعله يتفوه بأنعت الأوصاف تجاه قائد حرس الليل الجديد.
وهوب, إنه ذلك الوقت في الحلقة, وقت الإعدام العلنيّ.
في البداية يظن (سلينت) أن هذه مجرد خدعة لتخويفه, لكن عندما يدرك أنه يوشك على أن يعدم حقاً, يبدأ بالتوسل, يطلب الرحمة من (جون), يتردد هذا الأخير للحظة, لكنه يفصل بنهاية المطاف رأس (سلينت) عن جسده. لأنه دون شك, أي ضعف يظهره (جون) في هذه اللحظة, و العفو عن (سلينت) كان ليرى حتماً على أنه ضعف, كان ليضعف مكانة (جون) كقائد لحرس الليل.
هذا المشهد ذكرنا بإعدام (نيد ستارك) لأحد حرس الليل في الموسم الأول, ”من ينطق بالحكم ينفذه“ كلمات حكيمة من (نيد) ومن بين عباراته المفضلة لدي. لكنه أيضاً يستدعي المقارنة بينه و بين مشهد إعدام الحلقة الماضية, في كلتا الحالتين كان الإعدام إظهاراً لسلطة الإثنين (جون و دينيريس) كقائدين شابين, إلا أنه رغم كل شيء وضع (دينيريس) أكثر تعقيداً من وضع (جون سنو) حالياً في السور.
فولانتيس
يستمر (تيريون) و (فاريس) في سفرهما تجاه (دينيريس). يتوقفان في فولانتيس للتحديق في راهبة تعظ و تبشر بإله النور و بأم التنانين والتي بدورها تحدق في (تيريون) الجالس على الدرج وهو يطلق نكاته الرخيصة. يتوقفان أيضاً عند ماخور.
في الماخور رأينا عدة أشياء مهمة: (1) هناك بائعة هوى متنكرة بزيّ (دينيريس). (2) يقول (فاريس) أن أي شخص يلهم الراهبات و العاهرات على حد سواء فهو شخص جدير بالاهتمام. (3) (تيريون) يعجز عن فعل الشيء الذي يجيده, صدمة (شاي) لا تزال تؤثر فيه. (4) (جوراه مورمونت) يشرب و يغني ”شربت الخمر لكي أنساكي فإذا بكل كأس أشربه أراكي“.
وأنا أغني ذلك السطر إياه من فيلم كازابلانكا: من بين كل حانات العالم, لم يدخل سوى هذه.
وبالطبع, يتعرف الفارس المنفيّ على (تيريون) مباشرة, و لعله تعرف على (فاريس) كذلك, بالنظر إلى تعاملاته السابقة معه. عندما يذهب (تيريون) لقضاء حاجته, يختطفه (جوراه). يالك من ساذج يا (جوراه), إذا كنت تظن أن (تيريون) كفيل بجعل (دينيريس) تسامحك. ثم أصلن, لقد كان متجهاً نحوها يا راااقل!
برومو الحلقة القادمة
التقييم النهائيّ
الحلقة: | أرى رؤوساً قد أينعت و قد حان قطافها. | |
7 / 10 | في عالم ويستيروس تنطبق المقولة الشهيرة لـ(دمبلدور) في سلسلة "هاري بوتر" حينما يقول للساحر الصغير "لا تشفق على الموتى يا (هاري), أشفق على الأحياء". لنتمنى أن يكون مصير (سانسا) مختلفاً عن مصير (جاين). عدى عن ذلك, الحلقة كانت تمهيدية, (أريا) تبدأ رحلتها الجديدة, (سيرسي) تظن أنها تستطيع خلط السياسة بالدين مع داعش ويستيروس. الحلقات القادمة كفيلة بمفاجئتنا أكثر فأكثر. |