لا اتذكر كم مضى من الوقت منذ ان انهيت الموسم الثالث من المسلسل الكوميدي (لوي) الذي يخوض في حياة الكوميديان (لويس سي كي) بطريقة كوميدية غير اعتيادية، والحقيقة اني اتذكر ان المسلسل انهى موسمه الثالث بطريقة ممتازة مسطراً افضل مواسم العمل ، فالموسم الثالث كان مميزاً ومليئاً بالأفكار عكس الموسم الرابع.
لويس سي كي من الاشخاص الموهوبين القادرين على تقديم افكاره مهما كانت بسيطة وسخيفة بطريقة مضحكة وجاذبة، لكنه احتاج للتوقف لفترة إضافية لترتيب أفكاره وتقديم موسم جيد، الموسم الرابع لم يكن سيئاً على الإطلاق فهو مر بفترات رائعة (الحلقات الست الأولى) لكن الحلقات الختامية او النصف الثاني بالأحرى افتقر للفكرة والموسم بشكل عام افتقر لكوميديا لوي التي كان يقدمها كعروض على المسرح فيمكن القول ان هذا الموسم هو اقل موسم وقف فيه لوي على خشبات المسرح.
”الفقرات القادمة قد تحتوي على حرق بسيط، اذا لم تكن قد تابعت الموسم الرابع فحاول تجبنها“
العمل اتجه نحو الحب والرومانسية وهو ما أثر على المستوى فقصة الحب مع الفتاة الهنغارية كانت جميلة ولكن استكمال الموسم وحلقاته الأخيرة مع باميلا وعودتها إلى لوي كان مبالغ خصوصاً مع الموضوع الذي دار ما بين العلاقتين (الفلاش باكس) التي كانت جيدة لكنها افتقرت لحس المسلسل والحقيقة اني لا اراها ضرورية لكن على ما يبدو نظرة لوي تختلف عن نظرتنا للمسلسل فهو يحاول ان يخوض في المواضيع التي تتعلق بالشخصية وابعادها الدرامية رغم ان إطار العمل كوميدي، وهو ما انتج لنا مسلسل فريد، فقليلة هي المسلسلات التي تخلط الدراما والكوميديا دون الإضرار بأحد الصنفين او دون الحاجة لوقت إضافي وفصل كل صنف عن الأخر بحيث يُقدم لنا دقائق درامية ثم دقائق كوميدية فلوي يخلط ما بين الأمرين بشكل رائع.
الخليط هذا كان ناجح في البداية فالعمل قدم حلقات رائعة جداً بالذات النصف الأول منه الذي وازن ما بين الدراما والكوميديا على طريقة لوي الفريدة، فإستطاع ان يستخدم الكوميديا لخدمة مواضيعه التي يمكن ان تُطرح في أشد المسلسلات الدرامية والسوداوية، من الحلقات التي اعجبتني الحلقة الثانية والحلقة الثالثة بالذات التي اراها حلقة الموسم فهي قدمت موضوع اجتماعي بشكل ممتاز والتي تتعلق بالسمنة وتأثيرها على اختيار الزوج او الزوجة او الصديقة و الحلقة ركزت بالذات على الفتاة السمينة وكيفية تعامل الرجال معها من بوابة لوي نفسه، ولا شك ان سارة بيكر قدمت دورها بشكل ممتاز في تلك الحلقة..
لكن ما حدث بعد ذلك ان جرعة الدراما ازدادت عن جرعة الكوميديا مما تسبب بإعطائنا حلقات اقل من المستوى المطلوب خصوصاً اننا بحضرة مسلسل اصنفه شخصياً كواحد من أفضل المسلسلات الكوميدية الحالية..
اعتقد ان المسلسل قادر على الاستمرار لأكثر من موسم خامس لكني هذا يعتمد على لويس سي كي نفسه فهو المسؤول عن المسلسل كتابةً واخراجاً وتمثيلاً، بل وحتى ان الشخصيات الفرعية قليلة والمسلسل يدور في فلك شخص واحد من جميع النواحي مما يتوجب علينا رفع القبعة له، التجديد لـ8 حلقات خطوة ذكية لقياس مدى قدرة العمل على الإستمرار فهو جس نبض خصوصاً ان الموسم الرابع لم يكن المفضل عند الجماهير، فلوي نفسه قال بان اتجاه الموسم كان درامي اكثر منه كوميدي وبنفس الوقت فقد بشر بموسم اقل درامية (الموسم الخامس)..
المراجعة هذه جائت متأخرة فنحن على أبواب الموسم الخامس الذي سيبدأ بتاريخ 9 ابريل، لذلك اعذروني واعتبروها مقبلات قبل الوجبة الرئيسية التي ستطرح اسبوعياً (الحلقات)، لذا هل انتم متحمسون للموسم الخامس وهل تعتقدون ان الموسم الرابع كان بمستوى المواسم السابقة؟