غيم أوف ثرونز, الموسم 4 الحلقة 8: الراقص مع الجبال

يعود إلينا العالم الويستيروسيّ المجنون في غيم اوف ثرونز بعد توقّف دام أسبوعين (بسبب عيد أمريكيّ سخيف), حلقة هذا الأسبوع أقل ما يقال عنها انها حلقة سيئة من ناحية الكتابة, لأول مرة أقوم بتفقد الوقت في حلقة من هذا الموسم.

طبعاً هذه الحلقة شهدت حدثاً كبيراً و مهما انتظرناه لفترة طويلة, لكن كل ما قبل ذلك الحدث ليس سوى مجموعة من الحوارات الطويلة و المملة. في غالب الأحيان احاول ان لا أبرز امتعاضي من التغييرات التي تطرأ على المحاور بين الرواية و المسلسل لأنهما شيئان مختلفان, لكن إن كانت هذه التغييرات سيئة ولا تفيد بشيء في تقدم القصة أظن انه يحق لي الشكوى؟

لنبدأ الحديث عن حلقة حلقة ”الجبل × الأفعى الحمراء“…

السور

Game of Thrones

نفتتح الحلقة بمشهد من بلدة Mole’s Town التي تقع قرب معقل حرس الليل ”سوداء القلعة“, و بالظبط في أشهر بناية في البلدة: الماخور. هذه البناية ليست جميلة للغاية و مُرتادوها ليسو أجمل أشخاص رأتهم عينك, لكن بالله عليك, في أي مكان أخر غير ماخور Mole’s Town ستجد فتيات يتجشأن لحن أغنية ”أمطار كاستمير“؟!

هذا الماخور هو أيضاً المكان الذي اعتبره صديقنا السمين قاتل السائرين (سامويل تارلي) مكاناً أمنا لـ(غيلي) و إبنها الرضيع. وهو بالفعل يبدو كذلك, باستثناء عندما يزورهم الشيخ (تورموند) و الحسناء (يغريت) و باقي جيش الهمج, بدون أن ننسى الماغنار (ستير) و عشيرته من أكلي لحوم البشر. طبعاً هذه الزيارة يتخللها ذبح و طعن و ضرب و نحر, لكن الطيّوبة (يغريت) تُبرز لنا مرة عدم إستحقاقها أن تلقب بالهمجية عندما تجد (غيلي) مختبئة في ركن ما برفقة رضيعها و تكتفي بأن تطالبها بالصمت.

تصل أخبار هذا الهجوم إلى السور, حيث اجتمع الوسيم (جون سنو) و رفاقه لمواساة (سام) الذي يلوم نفسه على مقتل (غيلي) على حد علمه. السؤال الآن: كيف يمكن أن يقاتل 100 فرد من حرس الليل جيشاً مكوناً من 100 ألف همجيّ؟

ميرين

Game of Thrones

(دودة رمادية) و بقية جنود جيش الطاهرين يحاربون حرّ ميرين بالسباحة في النهر, وخلال ذلك يقوم (دودة رمادية) بإلقاء نظرة (عدة نظرات مطولة, في الواقع 🙂 ) على المترجمة (ميساندي) التي تستحم في الجهة الأخرى من النهر. تنتبه هذه الأخيرة لذلك, لكنها تتردد للحظة قبل ان تحجب ثدييها عنه.

في وقت لاحق, تذكر (ميساندي) هذه الحادثة لـ(دينيريس) بينما تقوم هذه الاخيرة بجدل شعرها. تستغرب أم التنانين من إحتمالية استثارة (دودة رمادية) من جسد (ميساندي) العاري, وتطرح سؤالاً مثيراً لم يخطر على بالنا من قبل: هل, عند الإخصاء, يأخذون العصا و الكرات؟ مع متمنياتي لك ان لا تفكر في الأمر ملياً خلال مباراتك القادمة في البلياردو. 🙂

يعتذر (دودة رمادية) لـ(ميساندي) في وقت لاحق, لكنه غير نادم على ذلك, (ميساندي) هي الأخرى غير نادمة على ذلك…. إلخ.

هذا المحور لم يكن في الكتب (لسبب وجيه: لأنه محور سخيف و غبيّ من الأساس!), وإدخاله على القصة كان فكرة غبية من الكتاب. في الغالب هذه ليست سوى محاولة من الكتاب لجعلنا نتقرب من هذه الشخصيات أكثر فأكثر لإضافة عامل عاطفي في حالة حدوث أي شيء لأحد هذين الشخصيتين. أيضاً هذا المحور أثبت فشل الكتاب وضعفهم في إضفاء أي نوع من الإثارة لمحور (دينيريس), الحقيقة انه محور ممل جداً في الكتب, لكن هذا أسوء بكثير من الكتب.

في مكان أخر في ميرين, يتلقى السير (باريستان سلمي) رسالة مختومة بختم ساعد الملك. يهرع (باريستان) بالرسالة إلى (جوراه) و البسمة تعلو على محياه, وكأنه يقول له: طحت و محدش سمى عليك. الرسالة تضمنت عفواً ملكياً على (جوراه) أصدره الملك الراحل (روبرت براثيون). عندما يصل هذا الخبر إلى مسامع (دينيريس), تطرده أم التنانين مباشرة من خدمتها, بالرغم من إعتراضاته وتأكيده على كونه ”شخصاً طيباً“ و كذلك كونه ”أفضل من بعض الأشخاص الذين تواعدينهم“ 🙂 . يغادر (جوراه) ميرين على الفور, ضحية أخرى للبريد الويستيروسيّ البطيء.

خندق كاهلين

Game of Thrones

على ذكر المخصيين, صديقنا الأخر (رامسي سنو) و خادمه المطيع (ريك) يقفان على أعتاب قلعة ”خندق كاهلين“ التي طلب (روز بولتون) من نغله إسترجاعها, يطلب (رمرم) من (ريك) أن يذهب إلى القلعة و يتظاهر بأنه ”ثيون غريجوي“ مستخدماً إستعارة لفظية حول مخلوق الكراكن (شعار بني حديد) و قدرتهم داخل و خارج الماء للتأكد من مُحافظة (ريك) على ولاءه له.

الأمور لا تبدو جيدة جداً داخل القلعة بالنسبة إلى قلعة عجز جيش الشمال عن إسترجاعها, جثث الموتى المترامية تعفنت و الأحياء يبصقون دماً. قائد بني حديد مريض جداً لكنه يرفض الاستسلام بالرغم من وعد (بولتون) بتركهم يرحلون في أمان مقابل الاستسلام. طبعاً, إن كان هناك شيء ما يكرهه بنو حديد فهو الإستسلام, أو هذا الشخص على الأقل, لأنه بعد لحظات قليلة تلقى ضربة قاتلة على الرأس.

طبعاً, ستكون مضيعة كبيرة لجيش من الأعداء لو تركهم صديقنا (رمرم) يرحلون غير ممسوسين, كما أن المحافظة على التقاليد مهمة, ولهذا فإنه تم سلخ جميع بني حديد.

النتيجة؟ (روز بولتون) راضٍ جداً عن نغله لدرجة أنه جعله إبنا رسمياً له, بمعنى أنه أصبح (رامسي بولتون) بدل (رامسي سنو), بمعنى أنه أصبح وريثاً رسمياً له و كذلك أصبح بإمكانه إرسال خطابات رسمية وما إلى ذلك.

عش العقاب

Game of Thrones

في حلقة هذا الأسبوع من Law and Order, الخنصر (بايليش) يُستجوب من طرف أسوء ثنائيّ في تاريخ التحقيقات الجنائية التاريخية: اللورد (رويس) و الليدي (أنيا).

المهم هنا هو أنهما يكرهان (بايليش) ومتيقنان من أنه قتل (لايسا) طمعاً في الحكم, ولإثبات هذا, يناديان على الشاهد الاول: (سانسا ستارك). تقف (سانسا) أمامهما, وبدل أن تتلو القسم تستدير إلى الخنصر و تقول له انها ستخبرهم الحقيقة, تقوم (سانسا) بعد ذلك بأداء خرافي ومقنع تحكي فيه قصتها و معاناتها منذ البداية حتى قدوم الخنصر, تخبرهم الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة… باستثناء كذبة صغيرة في النهاية تقول فيها أن (ليسا أرين) انتحرت بسبب غيرتها الشديدة, مُنقذة بذلك مؤخرة (بايليش).

40
صوفي تيرنر وكأنها أنجلينا جولي في Malfecient

يعتذر المحققان بعد ذلك إلى (بايليش), الذي يستغل الفرصة و يقنعهم بكلامه المعسول حول (روبين أرين) و حاجته إلى مغادرة ”العشّ“, حرفياً. المفاجئة, (روبين) لا يحب الخروج, لكن لا داعي للقلق, (بايليش) مسيطر على الامور. يقنع الخنصر (روبين) الصغير بالخروج قائلاً (بإختصار): أمك/مصدر غذاءك ماتت, لازم تسترجل. تظهر (سانسا) بعد ذلك وقد صبغت شعرها بلون داكن و مرتدية ثوباً مثيراً.

هذه الحلقة مهمة جداً في محور (سانسا ستارك), ربما هو التغيير الوحيد الذي وجدته ملائماً و مرحباً به في هذه الحلقة. رأينا اليوم جانباً مختلفاً من (سانسا), لم تعد هي تلك الفتاة الحالمة البريئة التي تؤمن بالقصص الخيالية و الفرسان النبلاء. هل نستغرب أنها ترى (بايليش) حليفاً لها؟ أم أنها تستعين بالصديق الذي تعرفه بدل الغريب الذي تجهله, على حد قولها؟

سواء كانت تثق به أم لا (بالنظر إلى أنها لا تعرف بأمر خيانته لأبيها) فهي ستستغله كما يستغلها. لأنه عندما تلعب لعبة عروش, تنتصر أو تموت. هذه الكلمات أهدرت على (نيد ستارك), لكن قد تكون إبنته أذكى منه قليلاً. عندما تظهر (سانسا) بمظهرها الجديد ذاك, فهو ليس لإخفاء هويتها (كما في الكتب) وإنما كدليل على خروجها من شرنقتها, على إنتقالها من عالم الحالمين إلى عالم الواقعيين. (سانسا) بالأسود تبدو ملكيّة… وخطيرة.

Game of Thrones

ليس بعيداً عن ذلك, يصل The Bloody Hound و رفيقته (أريا) إلى The Bloody Gate ليكتشف الإثنان أن (ليسا أرين) في عداد الأموات. سخرية القدر هذه (في كل مرة تقترب من فرد من عائلتها تكتشف انه ميت) لا تمرّ غير ملحوظة على (أريا) التي تجيب على هذا النبأ بإطلاق ضحكة هستيرية.

مشهد أخر يثبت لنا أنه كل مشاهد هذا الثنائيّ, مهما كانت وجيزة, تظل أحد أفضل الأشياء في هذا المسلسل.

بوريال

زعبوبنا المحبوب (تيريون لانيستر) و أخوه (جايمي) يتبادلان زٍقَّ خمر في إنتظار بدء النزال. التوتر بادٍ على محيا (تيريون) الذي يحاول إخفاءه بذكر قصة حول قريبهم المأفون (أورسون). القصة كانت طويلة للغاية, لكن يبدو أنه هناك معنى خفيّ خلفها.

عندما طرحت السؤال على بعض من زملائي, البعض قال أنها مجرد إشارة لمصير (أوبيرين), البعض الأخر قال أنها إشارة إلى كون الجميع عدى (تيريون) قتلة وسفاحين (بما في ذلك أخاه), أو أنها إشارة إلى أحداث مستقبلية.

لكن حسب رأيي الشخصي: لماذا كان (أورسون) يقتل الخنافس (Beetles)؟ لأنه من عشاق The Rolling Stones. 🙂

Game of Thrones

لا وقت للحديث عن الخنافس الآن, فقد حان وقت القتال. (أوبيرين) يستعد للقتال باحتساء النبيذ وتقبيل عشيقته (إلاريا). يُبدي (تيريون) قلقه من عدم إرتداء (اوبيرين) لأية وقاية, ولو حتى خوذة (قلق اتضح انه في محله!), و تبدي (إلاريا) خوفها عند رؤيتها لهيئة الجبل (غريغور كليغان) المُدرّع كلياً قائلة: ”هل ستقاتل هذا؟“, فأجابها (أوبيرين) بأحد أكثر العبارات المفضلة لدي له: ”سأقتل هذا“.

قبل البدء في القتال يقوم الأفعى الحمراء بعرض بصريّ لمهاراته بالرمح بإدارته كطبّال في فرقة روك, بينما استلّ (كليغان) سيفه من غمده, سيف يقارب طوله قامة (أوبيرين). يبدأ القتال و يبدأ (أوبيرين) بالرقص مع الجبل, وخلال هذه الرقصة يكرر (أوبيرين) مطالبه للجبل بالإعتراف بقتل أخته (إليا) و أبناءها قائلاً ”لقد اغتصبتها! لقد قتلتها! لقد قتلت ابناءها!“ مراراً و تكراراً, بعد قليل من الرقص و رمح مكسور, ينجح الأفعى الحمراء في إصابة الجبل وإسقاطه أرضاً. لكن بدل القضاء عليه, يطالب (أوبيرين) الجبل بالاعتراف مقترباً منه.

تركه الجبل على قيد الحياة كان فكرة سيئة, و الاقتراب منه لتلك الدرجة كان فكرة أسوء, لأنه بلكمة واحدة تمكن الجبل من إسقاط (أوبيرين) أرضاً وثم الارتماء عليه. يحصل (أوبرين) على الإعتراف الذي ابتغاه منذ البداية, لكن هذا الاعتراف كان مرفوقاً بتحطيم جمجمة هذا الأخير وكأنها خنفساء تحت رحمة (أورسون)!

Game of Thrones

بينما تندب (إلاريا) و ينكمش (تيريون), يقف (تايوين) مُعلناً الحكم: (تيريون) محكوم عليه بالموت.

قصة (أوبيرين) إحدى الاختلافات المثيرة للاهتمام بين الرواية و المسلسل. بما ان الرواية طويلة ففيها وقت كبير لتطوير الشخصيات, لكن في الرواية (أوبيرين) كان مجرد شخصية جانبية, ولذلك لم أكن متعلقاً كثيراً به باستثناء دوره في محاكمة (تيريون). في المسلسل الأمر مختلف, تم إعطاء شخصيته إهتماما و مساحة كبيرة هذا الموسم, و إعطاءه شخصية محبوبة و بطولية, مما يعني ان المشاهد ارتبط عاطفياً به بشكل كبير, ولذلك فإن الصدمة كانت أشد هولاً على مشاهد المسلسل من قراء الرواية, لكن هذا لا يمنع أنني لم استمتع بالمشهد, فهو بدون شك أحد أفضل مشاهد المسلسل.

التقييم النهائيّ

الحلقة: حلقة سيئة كتابياً تغطي عليها نهاية صادمة, كتاب المسلسل يحتاجون لبذل جهد أكبر ما إذا ارادو التفوق على جورج مارتن.
7 / 10 مرة أخرى يجعلنا هذا المسلسل نرفع أمالنا و يحطمها كلياً. لقد شجعنا (أوبيرين) كما شجعنا (نيد) و (روب), شجعناه لأن قضيته تثير تعاطفنا, تريده أن يفوز, تريده أن ينتقم لمقتل أخته, لكن هيهات, هذا مسلسل غيم أوف ثرونز وليس قصة لديزني. مع تبقي حلقتين على نهاية هذا الموسم, لا يزال هناك الكثير من المفاجئات احتفظ بها الكتاب للنهاية.