غيم أوف ثرونز, الموسم 4 الحلقة 4: القدرة و الاستطاعة

إن رياح التغيير تهب على غيم أوف ثرونز, المسلسل بدأ يتخذ مساره الخاص مُبتعداً عن الرواية شيئاً فشيئاً مُعلنا بذلك إستقلاله عن المادة الأصل, روايات جورج مارتن.

هبوب رياح التغيير أمر متوقع مع تأخر صدور رياح الشتاء (The Winds of Winter, الكتاب السادس في سلسلة روايات A Song of Ice and Fire), لكننا لم نعتد على تغييرات كبيرة كهذه في المسلسل, حيث لأول مرة المسلسل يستبق أحداث الروايات و يأتي بشيء جديد.

من أبرز التغييرات التي طرأت على القصة هو محور الشمال, بعد إنقلاب حرس الليل على قائدهم (مورمونت) في حصن كراستر, لم يكن هناك أي ذكر لما حدث بعد ذلك هناك في الروايات, (بران) و جماعته ذهبو في طريق بعيدة عن حصن كراستر, إنضمام (لوك) إلى حرس الليل كعميل لبيت (بولتون) أيضا لا وجود له في الرواية. بدون أن ننسى المشهد الأخير مع السائرين البيض الذي لا وجود له في أي من الروايات.

ميرين

zap-game-of-thrones-season-4-episode-4-oathkee-003

دودة رمادية يتعلم لغة ويستيروس برفقة المترجمة الصغيرة (ميساندي), موضوع درس اليوم؟ المعاناة و الإضطهاد, وأنت الذي كنت تضن أن تمرين ”أكتب فقرتين عن عطلتك الصيفية“ واجب مدرسيّ صعب!

يتوقف الدرس بدخول أم التنانين حبيبة الملايين (دندونة) التي ترسل دودة رمادية و رفاقه في مهمة عبر مجارير ميرين ليتسللو نحو ما يشبه مؤتمر سريّ للعبيد لإقناعهم بالإنقلاب على النخاسين و الإنضمام إلى جيش (دينيريس). وطبعاً, لقد جلبو معهم سيوفاً. ستسيل دماء!

وبالفعل سالت الدماء, على أسوار ميرين, حيث كُتب بالأحرف الويستيروسية (بدل الفاليرية, اللغة الدارجة في ميرين) ”أقتلو النخاسين“. هي ملاحظة صغيرة لكن مزعجة وكان بالإمكان تفاديها تماماً. نرى بعد ذلك أفواجاً من العبيد و هم يهاجمون من كل صوب و حدب أحد النخاسين بإستخدام سيوفهم الجديدة.

(دينيريس) هي الأخرى جهزت عرضاً بصرياً خاصاً, فبعد مرورها وسط جحافل من العبيد الذين ينادونها بالأم, جمعت 163 من النخاسين و قامت بصلبهم على طول الطريق كما فعل النخاسون بأولئك الأطفال على طول الطريق نحو ميرين. إنها عدالة التنين.

على ذكر التنين, نرى (دينيريس) بعد ذلك فوق أحد أهرامات ميرين وقد وضعت شعار بيت (تارغيريان) فوق تمثال الخطاف, رمز ميرين. كما قلت لكم, (دينيريس) تعرف كيف تقدم عرضاً بصرياً جميلاً.

بوريال / العاصمة / أراضي التاج

Game of Thrones

يستمر (جايمي) في تدريباته على السيف بيده اليسرى برفقة (برون) الذي لا يأخذ أي رحمة أو رأفة بقائد الحرس الملكيّ, إذ لم يتردد في إسقاط هذا الأخير بصفعه بيده الذهبية. يأخذ الإثنان راحة من القتال ليرويا عطشهما, يأتي خلال ذلك (برون) على ذكر (تيريون) ويوصي (جايمي) بزيارة أخيه مُذكراً إياه بالعلاقة القريبة التي يملكها هذين الإثنين.

بطبيعة الحال, (جايمي) يحوّل هذه الزيارة إلى منافسة, مُقارناً ظروف إحتجاز (تيريون) بظروف إحتجازه من طرف (كاتلين). طغت الصراحة على حديث هذين الإثنين بشكل واضح, و(جايمي) يعرف أن (تيريون) ليس هو الفاعل ولن يقتله (بالرغم من طلب (سيرسي) لذلك). يذكر (جايمي) كذلك أن (سانسا) مطلوبة لذات التهمة و أن هناك مكافئة لمن يجدها.

لنأمل أن صائدي المكافئات في ويستيروس لديهم قوارب, لأن (سانسا) محتجزة على متن سفينة الخنصر المخيفة في طريقها نحو عش العقاب حيث سيعقد قران خالتها (لايسا) باللورد (بايليش) حاكم هارنهول. لا يخفي الخنصر ان له يداً في وفاة (جوفري) رغم أنه لا يوجد أي سبب يدعوه لذلك, ويكشف أن شريكه في الجريمة هو الحيزبون (أولينا) و أن سلاح الجريمة هو القلادة التي كانت ترتديها (سانسا) في الزفاف, أي أنها متورطة غصباً عنها.

تصدم (مارجري) عندما تخبرها (أولينا), ضمنياً, بضلوعها في مقتل الملك المحبوب للغاية و الذي سنحزن جداً على رحيله (جوفري). لكن لا وقت لتضييعه هنا, توصي (أولينا) إبنتها بالتقرب و إغواء الملك الصغير (تومين).

Game of Thrones

لا تضيع (مارجري) أي وقت في تنفيذ تعليمات والدتها, تسللت الفتاة إلى غرفة (تومين) الذي أصابه الأرق. يتبادل الإثنان الحديث عن الأسرار و الزواج و ما يفعله المتزوجون 🙂 قبل أن يقفز الهرّ الذي يسميه (تومين) سير ”وثبة“. المسكينة (مارجري) سيئة الحظ عندما يتعلق الامر بالأزواج, لكن (تومين) يبدو أنه ألطف من زوجها المتوفي حديثاً, و ميوله الجنسية مستقيمة على عكس زوجها الراحل (رينلي). المشكلة؟ (تومين) لا يزال طفلاً.

Game of Thrones

بالحديث عن (تومين), والدة (تومين) في طقوسها المسائية المعتادة: شرب النبيذ و صك الأسنان. الأمر الذي يفسر إستدعاءها لـ(جايمي) في منتصف الليل لكي تصرخ عليه وتعاتبه على عدد الحراس الذين يحرسون (تومين), بدون أي ذكر للإغتصاب الذي حدث, وكأنه لم يحدث أصلاً. ينادي كل منهما على الاخر بـ“سعادتك“ و ”قائد الحرس“, تستجوبه عن (كاتلين ستارك) و سبب إطلاقها لسراحه, تتهمه بالشفقة على السفاح (تيريون), و تأمره بإيجاد (سانسا). الأشياء المعتادة من (سيرسي), يعني.

Game of Thrones

وماذا فعل؟ قام بتكليف (بريان) بهذه المهمة. طبعاً, أعطاها سيفه الفاليريّ الثمين ودرعاً واقياً, وعلاوة على ذلك يمنحها (بودريك) كمعاون. قامت (بريان) بتسمية السيف ”حافظ الوعد“ في إشارة إلى (جايمي). إن هذا الفراق مرّ, لـ(جايمي) على وجه الخصوص, لأن الشرف الذي اكتسبه (جايمي) مؤخراً إرتبط بشكل كبير بـ(بريان), ولهذا نراه يتألم مرة لرؤيتها وهي راحلة, ومرة أخرى لثقتها فيه (بتسمية السيف).

يمكنكم القول أنني متحمس جداً لرؤية هذا الثنائيّ الذي سيكون أفضل ثنائيّ في المسلسل الآن بعد (أريا) و الدموم.

الشمال

Game of Thrones Jon Snow

في السور, (جون سنو) يدرب زملاءه في حرس الليل على قتال الهمج لأنه أصبح فجأة الشخص الرائع الذي تسكع مع الهمج و يعرفهم, وكأنه لم يكفيه روعة أنه تربى وسط عائلة نبيلة و تفوح منه النبالة. نلحظ وجود جاسوس (روز بولتون) الجديد (لوك) الذي يحب قطع الأيدي و الياقوت وقد إنضم إلى حرس الليل تطوعاً. يتقرب هذا السافل من (جون سنو) بعد أن قاطع السافل الأخر (أليسر ثورن) درس القتال هذا. المشكل هو أن السافل الثاني لديه مشاكل مع شعبيته في حرس الليل لأنه لئيم و الجميع يكرهه و تسريحة شعره مريعة, بينما (جون سنو) وسيم ورائع و الجميع يحبه و تسريحة شعره خرافية 🙂 , ولهذا السبب قد يتم ترشيحه كقائد لحرس الليل. رفيق السافل الثاني ينصحه بإرسال (جون سنو) إلى حصن (كراستر) ليلقى حتفه على أيدي المتمردين الأكلين للحوم البشر و المحبين للاغتصاب (ما بال هذا المسلسل و الإغتصاب؟!)

(جون سنو) لا يمانع, بل هو متحمس للذهاب إلى جحيم حصن (كراستر) لأنه المكان الوحيد الذي قد يذهب له أخوه الصغير (بران) في رحلته الصغيرة نحو المجهول. يحصل (جون) على الأمر بالذهاب و يجمع عدداً لابأس به من المتطوعين لهذه الرحلة, من بينهم السافل الأول (لوك), الذي نعرف جميعاً دوافعه خلف هذا و التي تتضمن (بران ستارك) الخليفة الشرعيّ لوينترفل.

لم يتبقى من الدب (مورمونت) سوى نصف جمجمة تستعمل حالياً كقدح نبيذ من طرف (كارل), قائد الإنقلاب. الجوّ خمرون ونساؤون (وإغتصابون) في حصن كراستر. نعم فهمنا أن (كارل) ساديّ لعين, ثم زاد فهمنا لذلك, ووصل فهمنا لحد التشبع, بل لدرجة أنني لم اكن فقط مغتاضاً من (كارل), بل من كتاب المسلسل الذين يبالغون في تعنيف النساء في المسلسل بلا ضرورة. أقول هذا وأنا رجل, فما أدراك بشعور امرأة وهي تشاهد المسلسل.

الزبدة, (كارل) قبيح و نحن نكرهه. السافل كان مستعداً لقتل طفل, قبل أن يتوقف بسبب ترديد النسوة لعبارة ”هدية للألهة“ مراراً و تكراراً. إستمراراً لعادة و تقاليد (كراستر), يرسل (راست) في مهمة ترك المولود في البرد القارس كي يأخذه السائرون البيض. في طريق عودته يقوم بإطعام ذئب (جون سنو) الضخم ”شبح“ المسجون لديهم. يبدو (راست) ممتعضاً من فكرة ترك طفل ليتجمد وليأخذه السائرون, لكنه لا يمانع تعذيب الذئب المسجون. نكره هذا السافل كذلك.

Game of Thrones

في مكان ما غير بعيد من ذلك, يسمع (بران) و جماعته صوت الطفل و هو يبكي. يستغل (بران) قدراته الزومانية و يقود ذئبه ”صيف“ ليستكشف الأمر, لكن يقع الذئب في فخ. في الصباح التالي, يقترب الثلاثيّ برفقة (هودور) من حصن (كراستر) لإستكشاف المكان و استرجاع ”صيف“, لكن يقبض عليهم المتمردون فوراً ليقدموهم لـ(كارل) الذي لا يتردد في تعذيبهم فور ادراكه لكونهم من نسل نبيل.

يدخل (جوجن) فجأة في نوبة من نوباته لكن (كارل) يمنع (ميرا) من الاهتمام به, يعترف (بران) بهويته له لحماية صديقه.

نعود لذلك المولود الصغير الذي أصبح الآن بحوزة أحد السائرين البيض, يضعه السائر فوق مذبح جليديّ أو ما يمكن ان نصفه بانه ستونهنج متجمد و يتركه ليأتي أحد كبار السائرين (الذي يشاع أنه ”ملك الليل“). يحمل السائر الكبير الطفل بين ذراعيه و يغرس ظفره المسنن في خد الطفل, الذي تتحول عيناه على الفور إلى لون أزرق!

لا يمكنني أن أفسر لكم أي شيء عن هذا المشهد لأن هذا المشهد بحد ذاته لم يكن في الروايات و هو جديد علينا جميعاً!

التقييم النهائيّ

رأي شخصي:
8 / 10 ما التالي؟ هل سيلتقي (جون) بـ(بران)؟ هل سينقذ (جون) أخاه الصغير؟ ماذا فعل ذلك السائر الكبير بالظبط؟ الكثير من الأسئلة في حلقة قليلة الأحداث مقارنة بالحلقة الماضية, لكنها حلقة جيدة مصنوعة بإتقان. لا أزال أشكك في قدرة الثنائيّ (دان) و (ديفيد) على قيادة المسلسل في مسار مستقل عن الرواية, لكن لا يمكننا الحكم على شيء دون أن نراه. لذا أتمنى أن يفاجئنا هذين الإثنين بتقديم قصص مثيرة للاهتمام كالقصص التي كتبها (جورج مارتن).