My So-Called Life حياة المراهقة !

My So-Called Life، هو مسلسل أمريكي درامي تم بثه على قناة ABC عام 1994  أي قبل 20 سنة تقريبا من الأن، عنوان العمل قد يبدو غريب لأنه لا يحمل معنى واضح، لكنه بالوقع يعبر عن أحداث وحيثيات العمل بشكل مختصر، العمل يسرد لنا حياة أنجيلا تشايس ( كلير دينس ) التي تبلغ من العمر 15 عام , فيقدم لنا حياة المراهقة المتمثلة بها بدرجة أولى وبأصدقائها بدرجة ثانية، والعمل يرتكز ايضا على حياة اسرة انجيلا وما تواجهها من مشاكل وأحداث تتعلق بأمور واجهها اي شاب او فتاة في هذا السن، ولربما اهم ما يميز العمل هو واقعيته، بالرغم من إختلاف الثقافة الأمريكية عن الثقافة العربية، إلا اني اعتقد ان كل مشاهد سيرى في بعض صفات أنجيلا او أي فرد بعضا من نفسه وبعضا من تصرفاته، ولو بشكل غير مباشر.

لربما أكثر ما يعجبني في العمل هي المواضيع التي يطرحها في كل حلقة، فيعجبني كثيرا ذلك التنظيم المميز من قبل الكتاب لطريقة سير الحلقة وسير الموسم بشكل عام، فكل حلقة تركز على موضوع معين مع الأخذ بالاعتبار الامور الفرعية المتصلة على مدار الموسم، فعلى سبيل المثال هناك حلقة تتكلم عن تتكلم عن المدرسين، وحلقة أخرى تتكلم حول العنف والتمرد الموجود في المدارس ، وحلقة أخرى تتكلم حول العلاقة الأسرية بين الطالب وأسرته، وحلقة أخرى تتكلم حول علاقات الحب الموجودة من دون أي إبتذال بل بطريقة واقعية وجميلة للغاية.

وأمور ومواضيع تبقى متصلة على مدار الموسم، مثل اهمية فترة المراهقة، وكيفية تعامل المراهق معها، سواء من محاولة إيجاد شخصيته ومحاولة البروز أكثر وأكثر في مجتمعه المحيط، وكيفية تأثره بالمظاهر ومحاولته لإختيار الاصدقاء البارزين أكثر وتجاهله لأصدقائه القدامى.

صحيح ان اغلب الاوقات في العمل كانت ترتكز على حياة المراهقة، لكن كنوع من كسر الروتين رأينا أمور أخرى تخرج عن هذا الإطار مثل العلاقة الزوجية الموجودة بين والدا أنجيلا، فرأينا علاقة جميلة للغاية إستمرت لأكثر من 15 عام، فرأينا المشاكل التي تهدد هذه العلاقة والخلافات التي تحدث مع مرور الزمن، ورأينا والدة أنجيلاوكيف بدأ يؤثر عليها التقدم بالعمر، ورأينا والد أنجيلا وصراعه للحفاظ مع نفسه للحفاظ على زواجه وعدم الوقوع بالخطأ وخيانة ام أطفاله، ولربما أجمل ما في الأمر هو ان الأمر لا يرتكز على الخلافات فقط فتجعلنا نرى هذه العلاقة من الجانب المظلم، بل رأينا الحسنات ايضا بحيث تثبت لنا الحلقات بقوة العلاقة الموجودة بينهما وانها فوق كل شيء.

بالنسبة للإخراج والتصوير، فهناك شيء من الكلاسيكية المتمثلة والموجود في التصوير، فالصورة تميل للكلاسيكية وتحتلف تماما عن الصور الموجودة حاليا، فمع تقدم الزمن ستختلف طرق التصوير واساليب الاخراج، لكن الامر الاكيد ان اجواء العمل والصورة وصلتنا بالشكل المناسب.

السرد الموجود كان ممتع ومشوق، ولا شك بأن وجود Story Teller متمثل بأنجيلا كان امر مميز، ففي كل بداية لحلقة نسمع صوت انجيلا وهي تتكلم وتعطي نصائح وتبدي أراء سواء في بداية الحلقة او في وسطها او في النهاية، وهو امر اضاف الكثير، بحيث قربنا أكثر وأكثر للشخصية، فأصبحنا وكأننا نعيش داخلها ونعرف بماذا تفكر إضافة لإعطاء هذا الامر بعض العمق والملامسة للشخص المشاهد، إضافة إلى ان الكلام كان مليء بالاقتباسات والنصائح الرائعة والتي نستطيع ان نخرج عدد كبير منها في كل حلقة.

لربما من واحدة من مميزات العمل وجود الثنائي جاريد ليتو وكلير دينس، لربما هو ثنائي معروف حاليا، فالأول هو الفائز بأوسكار افضل ممثل مساعد لهذا العام في فلم نادي دالاس، والاخرى هي الفائزة بجائزة افضل ممثلة رئيسية على التلفاز في جوائز الايمي في دورها بمسلسل هوملاند، حسنا تخيل نفسك وانت تشاهد هذا الثنائي معا .. وقبل 20 عاما من الان، من دون ادنى شك ان هذا الأمر مثير للإهتمام، والمثير للإهتمام أكثر هي العلاقة الموجودة بين الشخصيتين، التي ستكتشفها اذا شاهدت المسلسل..

المسلسل يعتبر من المسلسلات القديمة والتي قدمت موضوع المراهقة بشكل ممتاز ولربما من افضل المسلسلات التي قدمت الموضوع..

 

التقييم النهائيّ

الكتابة: المسلسل مكتوب بشكل دقيق و"واقعي"، كمية الاقتباسات التي تستطيع ان تخرج بها كثيرة جداً، والحبكة والشخصيات والسرد قدمت بشكل جيد حقاً.
التمثيل: التمثيل يعد من ابرز ميزات المسلسل، فكلير دينس قدمت دور ميز للغاية، وباقي الممثلين قدموا اداء جيد ايضاً.
الإخراج: اخراج جيد قدك لنا جوّ العمل بشكل مناسب.
رأي شخصي: ...
7.5 / 10 من المسلسلات القديمة المميزة، والتي تناولت جوانب مهمة من حياة المراهقة.