دليل التلفزيون العربي يختار أفضل 15 مسلسلاً كوميدياً لموسم 2016/17

في فترة أصبح المحتوى التلفزي منتشر فيها أكثر من ذي قبل وأصبحنا نشاهد سنوياً أعداد المسلسلات تزداد أكثر وأكثر التأثير على المحتوى الكوميدي لم يكن كبير حقاً، فالرغبة العامة في عالم المسلسلات الكوميدية كانت دائماً العودة لاعادة احياء بعض المسلسلات القديمة أو تقديم تجارب معينة مثبت نجاحها من قبل ومحاولة خلق نجاح حالي لها، هذا الأمر أثر بشكل كبير على الابتكار وعلى الأفكار الأصلية ولكن لطالما كانت هناك منصات وقنوات معينة تبحث دوماً عن الابتكار ولم تدع التنافسية الشديدة التي يعرفها المجال تثنيها عن البحث عن مشاريع مبتكرة بأفكار خلاقة.

هذه القائمة هي لتلك الأعمال التي مازالت على الرغم من اعادة تعريف الكوميديا على التلفاز وعلى الرغم من ضغوطات الشبكات وافكار اعادة الاحياء والاقتباسات مازالت تستطيع أن تُقدم محتوى يستحق الثناء، مازالت تستطيع أن تُقدم مشاهد كوميدية تُضحكنا وتُمتعنا، وهذا ما نحتفي به في قائمتنا السنوية لأفضل المسلسلات الكوميدية لموسم 2016/2017. والبداية مع…

15- Urban Myths

تجربة غريبة حقاً كان هذا المسلسل، رغم أنَّ كل حلقة كانت تقدم قصة مختلفة ولكنه استطاع أن يقدم قصصاً ممتعة حقاً، من خارج التلفاز الذي اعتدنا عليه، حلقة اندريه العملاق مثلاً او حلقة هتلر وبالطبع حلقة بوب ديلن كل تلك الحلقات شهدت تمثيلاً رائعاً مليئاً بالكوميديا الغريبة والمميزة التي تجعلك تضحك حقاً، هذا المسلسل لم يخف أبداً من أن يكون مختلفاً لم يخشى أن يكون غريباً في بعض الاحيان بل راهن على ذلك وقدم قصصه المليئة بالغرابة والتفاهة المضحكة لتجعل المشاهد بشكل عام يرى قصة مجنونة من ضرب الخيال ولكنه بنفس الوقت يجد نفسه متفاعل معها ويضحك من كل كيانه، هذا المسلسل كان تجربة مختلفة نتمنى أن نرى المزيد منها والمزيد.

14- Brockmire

بعد إنتهاء Maron، الذي كان آخر مسلسلات الكوميديين المكتئبين على الكيبل (بعد Louie و Legit)، كانت IFC تبحث عن مشروع كوميدي تستثمر فيه، ووجدت ضالتها في Brockmire، مسلسل كوميديّ حول شخص مشهور ومكتئب، لكن ليس كوميدياناً

يتبع Brockmire قصة معلق على مباريات البيزبول يدعى جيم بروكماير، يلعب دوره مؤدي أصوات السيمسونز هانك أزيريا، والذي يتعرض لانهيار عصبي على الهواء مباشرة بعد اكتشاف خيانة زوجته له ويحاول استرجاع مجده القديم في بلدة صغيرة بعد مرور عقد من الزمن.

في الحقيقة سواء كنت من كبار المعجبين بأزيريا أو لا، سيقنعك في هذا الدور الذي يبدو وكأنه صنع له. بروكماير لا يشبه بأي شكل عيساك الحربين ولا عصامك الشوالي، إنه دوامة مضحكة من الكحول والمخدرات والشتائم، والتي تجتمع كلها أمام الميكروفون لتصنع لنا عرضاً كوميدياً فريداً من نوعه. بجانب أزيريا توجد الجميلة أماندا بيت التي تلعب دور مالكة النادي التي تعود ببروكماير من الاعتزال، والشاب تايلور ويليامز الذي يلعب دور المراهق المعتل اجتماعياً والخبير في التكنولوجيا.

Brockmire مفاجئة سعيدة في وقت يكثر في التكرار في صنف الكوميديا، ونتطلع جداً لمشاهدة موسمه الثاني.

13- The Meltdown with Jonah and Kumail

من المؤسف أن تجربة The Meltdown ستنتهي بعد ثلاثة مواسم فقط، لأنها كانت فعلاً تجربة فريدة من نوعها.

الأمر بسيط، في كل حلقة من The Meltdown يقوم مجموعة من الكوميديين، بعضهم مشهور والبعض الأخر مغمور، بأداء ما يمكن وصفه بكوميديا ستاند أب ”تجريبية“. تجريبية كيف؟ المواد التي يتم تاديتها عادة ليست الروتين المعتاد الذي يؤديه هؤلاء المحترفون في النوادي الكوميدية. هذا أصلاً ليس نادياً كوميدياً، إنه قبو متجر قصص مصورة، والذي يتزاحم فيه الجمهور ليرى جونا وكومايل يحاولان في كل حلقة السخرية من بعضهما البعض بشتى الطرق.

إنها أيضاً تجربة حميمية بعض الشيء، فالجمهور لا يبعد عن المؤدي سوى ببعض إنشات، مما يعني أن هناك تفاعلاً دائماً بين المؤدي والجمهور، وأنت تشعر وكأنك فعلاً في ذلك القبو مع اولئك الأشخاص، الذين يبدون وكأنهم أصدقائك العاديون. فوق ذلك، يعطينا البرنامج نظرة إلى الكواليس حيث تحدث أشياء مضحكة كذلك، إذ تتسكع مجموعة أخرى من الكوميديين في كل حلقة هناك، وتحدث كل أنواع الصدف والتعليقات الساخرة.

وداعاً The Meltdown، لقد أمتعتنا.

12- Dear White People

كلام كثير ظهر عن هذا المسلسل قبل عرضه ولكن من يعرف الحقيقة وسبق وشاهد الفيلم المبني عليه القصة سيعرف تماماً أنه لن يشاهد مسلسل يحاول أن يلقي اللوم أو أن يتفادى الحقيقة بل على العكس تماماً هذا المسلسل مهمته الأولى كان تقديم وتوضيح وجهات النظر داخل مجتمع السود حول أي شيء، من التمثيل الذي يحصلون عليه في التلفاز إلى المشاكل التي يتعرضون لها في الحياة إلى مشاكل العلاقات حتى ونظرة بعضهم البعض لتلك العلاقات، المسلسل لم يخشى من الدخول في أي تفصيلة وحاول دائماً أن يقدم فكرته وأن يقدم أكبر قدر ممكن من الآراء حول كل مشكلة عالجها، قدم في البداية المجتمع والشخصيات وفي كل حلقة كان يدخل أكثر في أي مشكلة ويعرفنا على تاريخ الشخصيات وكل ذلك حدث في قالب كوميدي مضحك في أحيان كثيرة وممتع، ثم بعد ذلك نأتي لتواجد ممتاز للمخرج باري جينكنز الذي أخرج الحلقة الخامسة بكل اقتدار والتي ناقشت بكل وضوح مشكلة مهمة يعاني منها ذوي البشرة السوداء داخل أمريكا، هذا المسلسل لم يكن ربما مسلسلك المعتاد ولكنه قدم كوميديا جيدة إلى حدٍ ما.

11- The Good Place

التجربة الجديدة لعودة كوميديا الشبكات على الواجهة، هذا المسلسل بفكرته كان ممتازاً حقاً ربما تسائلنا بعض الشيء كيف من الممكن أن يكمل ولكننا شيئاً فشيئاً وجدنا المسلسل يضبط ايقاعه بشكل جيد جداً ويعرفنا أكثر على ذلك العالم ويتحفنا دائماً بمشاهد مضحكة للغاية، أعني يمكننا التحدث كثيراً عن شخصيات مايكل وعن العبقرية الكوميدية التي يمتلكها تيد دانسن ولكن ماذا مثلاً عن شخصية جانيت كل ظهور لها كان يترك المشاهدين في حالة ضحك واضحة، فكرة الشخصية بحد ذاتها كانت رائعة وذلك التنفيذ لها كان ممتع حقاً وجعلنا نستمتع لأبعد الحدود بمسلسل يخرج المشاهد من أي حالة كانت ويجعله يضحك حقاً خلال وقت عرضه، ثم بعد كل ذلك استطاع المسلسل أن يهرب بنهاية أقل ما يقال عنها ذكية للغاية جعلتنا نكتشف شيئاً لم نكن نتوقعه وجعلتنا ننتظر الموسم الثاني لنرى كيف سيتم التعامل مع كل ذلك، The Good Place كان تجربة مختلفة وقصة مبتكرة تستحق التقدير.

10- Girls

في الموسم الأخير لم تخيب لينا دانم أبداً، فبينما أخذت وقتها وقررت أن تُنهي محاور مختلفة على طول الخط استطاعت بشكل ممتاز أن تكتب نهاية جيدة جداً لتلك القصة، مرحلة جديدة بدأتها كل تلك الشخصيات والأهم هانا بدأت مرحلة لم يكن أحد يتوقعها كل ذلك كان مكتوب بشكل جيد وتمت معالجة العديد من الأشياء بشكل كوميدي مضحك في أوقات متعددة، شاهدنا تغيرات جديدة على الشخصيات وشاهدنا كيف كان نمو تلك الشخصيات بعيدين عن بعضهم البعض ولكن بين كل ذلك استطاع المسلسل أن يقدم شخصيات وحلقات مميزة من ضمنها مثلاً الحلقة الثالثة التي شهدت زيارة ماثيو ريس هذه الحلقة كانت أحد افضل الحلقات الكوميدية خلال الموسم بدون أدنى شك، قدمت بكل وضوح موضوع مهم وقررت أن تُناقشه من جوانب مختلفة لتعرفنا على تفاصيل مختلفة من ذلك النقاش وقد حدث وفي النهاية خرجت لنا حلقة ممتازة حقاً، باستثناء ذلك كان هنالك حلقات آخرى مثل الحلقة الافتتاحية والحلقة قبل الأخيرة كل تلك الأشياء جعلت هذا الموسم نهاية جيدة جداً ومثالية إلى حدٍ ما بالذات بالنسبة لمسلسل كوميديا سوداء من هذا النوع.

9- Master of None

بعد ذلك الموسم الناجح كان أحد أكثر الأعمال المنتظر عودتها هو هذا المسلسل وفي الواقع لم يخب ظننا كلياً فما فعله المسلسل هذا الموسم هو رؤية ما أعجب الناس في الموسم الماضي وفعل المزيد منه وهذا الشيء جيد جداً فقد شاهدنا رحلة ايطاليا وتعرفنا على شخصيات مختلفة وبشكل عام تلك الحلقات كانت مضحكة بشكل كافي ثم عدنا إلى نيويورك ورأينا مرحلة جديدة مع ديف الذي يحاول أن يجد لنفسه رفيقة ربما وبين كل ذلك كان هنالك تلك الحلقات المميزة التي استطاع كتاب المسلسل أن يكتبوها بحرفية عالية مثل حلقة نيويورك السادسة أو الحلقة الثامنة هذه الحلقات قدمت أفكار معينة وناقشتها بشكل جيد جداً وكل ذلك تم انجازه بشكل كوميدي وخلق مشاهد رائعة حقاً، حلقة نيويورك من الحلقات المفضلة في الموسم التلفزي بشكل عام واستطاعت أن تأخذ المشاهد في رحلة حول نيويورك بشكل يجعلك تقع في حب هذه المدينة واولئك البشر الغرباء وهذا أحد أهم ما يميز هذا المسلسل أنّه يقدم شيء بسيط ولكنه متقن، نحن سعداء حقاً لأنَّ عزيز سيأخذ وقته حتى انجاز الموسم الثالث أو ربما لن ينجزه وهذا الأمر مهم للغاية بالنسبة لعالم الكوميديا فإذا لم يكن لديك مادة خام لتقدمها يفضل أن تتسكع قليلاً وتحصل على بعض الخبرات ثم تأتي لتتحدث عنها وتنشأ حلقات عنها لأنَّ ذلك سيجعل المشاهد يرتبط بالكوميديا وبالأحداث التي تحاول تقديمها.

8- Ash Vs. Evil Dead

منذ الجزء الثاني من Evil Dead، اكتسبت سلسلة أفلام سام رايمي لمحة كوميدية لاذعة واستطاعت ان تخلط عالم مرعباً بالكثير من الفكاهة بالقدر الكافي لكي لا يصبح الأمر مبتذلاً، ونجحت في ذلك بشكل واضح.

هذا التوازن الدقيق بين الكواسة والابتذال ليس ممكناً إلا بوجود نجم من عيار بروس كامبل في دور البطولة، الذي يجلب كاريزما خاصة جداً لدور آش قاتل الشّر الميت.

ما ميز هذا الموسم عن سابقه هو أنه اكتنف بشكل فعليّ سخافة صنف كوميديا الرعب، واستغل مهارة كامبل في جعل أي شيء مضحكاً، مهما كان مرعباً في الحقيقة. يصعب التصور حقاً كيف سيستطيع المسلسل التفوق على موسمه الثاني المضحك جداً، لكننا بالطبع نريد رؤية المزيد.

7- Silicon Valley

بعد ثلاثة مواسم متشابهة كثيراً في هيكلتها، بدأ مشاهدوا كوميديا HBO التقنية Sillicon Valley التساؤل حول ما إذا كان لدى المسلسل شيء جديد ليقدمه.

وللوهلة، بدا وكأن المسلسل فعلاً يخرج عن شرنقته. مع عمل أعضاء الفريق على مشاريع مختلفة، كانت الفرصة سانحة لاستكشاف كل شخصية من شخصيات هذا المسلسل لوحدها، وإعطاءها مساحة شخصية خارج ما تمثله في فريق ”بايد بايبر“، مما أتاح لنا رؤية أشياء مثل ”دنزيل الباكستاني“ وهو يقود شركة ويواعد قرصانة، وجاريد… يفعل ما يفعله جاريد عادة.

لكن سرعان ما انجلى هذا التغيير وعاد المسلسل بسرعة إلى نمطه المعتاد. ”نحتاج ماﻻً“ ”هيييه، بعض المال“، ”لقد أضعنا المال“، ”هييييه مال أخر“، ”لقد اخفقنا“… ثم ”لقد تم انقاذنا بأعجوبة“ عند نهاية الموسم.

ﻻ عجب أن تي جي ميلر لم يرغب بالبقاء، لماذا قد تود أن تقوم بنفس الشيء كل سنة إذا كانت هوليوود ترسل لك سكربتات لأشياء مختلفة براتب أفضل؟ نتمنى أن خروج ميلر سيجعل المسلسل يعيد التفكير في ما يفعله ويرغمه على كسر النمط، ﻷنه من الواضح من خلال هذا الموسم أن Sillicon Valley يمكنه أن يكون شيئاً مميزاً خارج هيكله التقليدي، يجب عليه فقط أن يثق في نفسه ويخرج من منطقة راحته.

6- Unbreakable Kimmy Schmidt

تواصل تينا فاي في هذا المسلسل تقديم المتعة الكوميدية الحقيقية، يواصل هذا المسلسل دائماً تقديم ذلك العالم المليء بالبهجة والمضحك دائماً العالم القريب من الكرتون حقاً بشخصياته المجنونة في هذا الموسم حاول المسلسل أن يكمل من حيث توقف وبدأ مع حياة تايتس العاطفية ثم أكمل لمحاولات جاكلين ارتباطها مع أصلها وبالطبع شاهدنا كيمي تدخل الجامعة ذلك كله لم يكن ممل أبداً، ربما المسلسل لم يقدم شيء جديد ولكنه غير مطلوب منه حقاً أن يقدم صنف كوميديا جديد كل موسم هو خلق بعض الشخصيات ويحاول أن يضع تلك الشخصيات في مواقف معينة ويريك كيف تتصرف وهذا الأمر كان كوميدي بشكل كبير، ثم ننتقل للحديث عن الأداء الرائع لأحد أكثر الممثلات الاتي لا يتم تقديرهن بالشكل الكافي ايلي كيمبر، ايلي ربما هي حالياً أفضل ممثلة في الكوميديا بعد جوليا لوي-درايفوس ولو استثنيا جوليا فايلي هي الأفضل حقاً فهي تتفوق بشكل واضح على بقية الممثلات بأدءها العالي وهي حقاً أكثر شخص يستحق التكريم حالياً ويستحق الثناء فهي حقاً تقوم بجهد كبير وفي النهاية يخرج لنا محتوى كوميدي ممتاز، كيمي شميت هو المسلسل الذي مازال يحافظ على رونق الكوميديا بمفهومها البسيط بدون تعقيدات قنوات الكيبل والسياسة والمشاكل الاجتماعية.

5- Casual

للموسم الثاني على التوالي ومن يدري ربما ترونه العام المقبل أيضاً، يواصل هذا المسلسل مستواه العالي بشكل ملحوظ ويواصل تقديم محتوى مختلف وجدير بالاهتمام، في الموسم الثاني المسلسل اتخذ طريقاً مختلفاً بعض الشيء وعالج مشاكل جديدة في عالم العلاقات واستطاع أن يدخل في تاريخ علاقات الشخصيات الأساسية أكثر وأن يجعلنا مرتبطين ومهتمين بمعرفة ما سيحدث، كل شخصية اتخذت مسيرة معينة في الموسم الجديد فلورا بدأت باكتشاف ميولها الجنسية وبدأت بتجارب مختلفة بينما بنفس الوقت دراستها كانت تأخذ منحنى معين، أليكس بعد كل تلك الأحداث كان يريد بداية فصل جديد في حياته وبدأ ذلك الفصل بشكل مختلف بعض الشيء بينما فاليري مازالت تحاول القيام بأشياء معينة من أجل حياتها وبنفس الوقت شبح زواجها الماضي مازال موجوداًً، ثم بعد كل ذلك شاهدنا حلقات أخيرة من الموسم الثاني أعادت تعريف أشياء كثيرة وقدمت خاتمة مهمة لمحور مهم بالنسبة لتلك الشخصيات فالمسلسل عامةً واصل تقديم أفكاره وواصل اثبات نفسه كأحد أكثر الأعمال المتفردة في التلفاز حالياً.

4- Fleabag

مفاجأة هذا الموسم بالتأكيد، التراجيديا المتخفية برداء الكوميديا، من كان يعتقد حقاً أنَّ مسلسل بريطاني كوميدي قصير سيحتوي على كل هذه القيمة الفنية العالية، من كان يعتقد حقاً مع ذلك المشهد الافتتاحي أنه على وشك أن يشاهد مسلسل مختلف حقاً ومضحك لأبعد الحدود، Flebag كان تجربة مختلفة للغاية قادتها بامتياز الرائعة فيبي والر بريدج واستطاعت أن تضع أمامنا قصة كوميدية مهمة ناقشت بعض المسائل المهمة، المسلسل بدأ بتقديم تلك الشخصية الغريبة وكسر الحاجز عندما شاهدناها تحدثنا مباشرةً في الكاميرا وكل ذلك كان امراً مثيراً للاعجاب ثم بعد ذلك تابعنا حلقة تلو الآخرى أشياء متعددة جعلتنا نحترم حقاً ما تم تقديمه في هذا المسلسل ونعلم مدى الصعوبة التي احتاجها الأمر، المسلسل لم يحاول أبداً أن يقدم محتوى رخيص بل دائماً اعتمد على الكوميديا الذكية ودائماً ما كان يصيب في ذلك الأمر، المسلسل قدم عائلة غريبة بعض الشيء وقدم علاقات مختلفة حول تلك العائلة وذلك الأمر احتوى على جرعة عالية من المشاهد المضحكة حقاً التي تجعلك تتفاجئ كيف لهذا المسلسل أن يكون بهذه الجودة، هذا المسلسل ربما يكون أحد أكثر المسلسلات الكوميدية البريطانية أهمية وجودة في السنوات القليلة الماضية.

3- It’s Always Sunny In Philadelphia

كل المسلسلات، على اختلاف أنواعها، تصل إلى نقطة معينة حيث تكون قد جربت كل أنواع القصص التي يمكن لها أن تجربها. وحسب نوع القصة وجودة الكاتب، بعض المسلسلات تصل إلى هذه النقطة أبكر من البعض الأخر، وعموما المسلسلات الدرامية تصل إليها قبل الكوميدية.

بعد تجاوزه لحاجز الـ100 حلقة، يمكن القول أن ”مشرقة دوماً في فيلادلفيا“ وصل فعلاً إلى تلك النقطة منذ وقت طويل، وربما وجد نفسه يقع في فخ التكرار بعض الأحيان، لكن بشكل عجيب، إستطاع تقديم موسم ثانٍ عشر مبتكر جداً، والذي تضمن ربما أكثر حلقات المسلسل ابتكاراً. بداية بافتتاحية الموسم الغنائية والتي تتعامل مع مشاكل العرق في أمريكا، ثم حلقة المسبح التي ظهر فيها منتجا الثرونز كضيوف شرف، والحلقة الساخرة من مسلسلات كوميديا الموقف… كل هذه كانت حلقات مضحكة جداً وجد مبتكرة، واحتفظت بنفس جوّ المسلسل المعتاد.

لربما فات الأوان على فيلادلفيا ليحضى بتقدير لجان الجوائز، لكنه في أعين محبيه فائز منذ زمن طويل.

2- Veep

مرحلة جديدة في عالم السياسة ولكن كل شيء كما كان بل ربما أفضل، يواصل هذا المسلسل تقديم أفضل محتوى كوميدي سياسي ساخر ممكن، بحق بعد تلك النهاية في الموسم الماضي كنا نعتقد أنّه ربما سيعاني قليلاً وربما سيتصرف الكتاب بشكل غير مدروس من أجل العودة لأجواء السياسة ولكن المسلسل لم يخرج حقاً من أجواءه بل عرفنا على فترة جديدة من عالم السياسة فترة الخسارة وما بعدها وعشنا أياماً مضحكة للغاية رفقة سيلينا التي تحاول أن تجمع المال الكافي من أجل بناء مكتبتها الرئاسية بينما مساعديها كل بدأ في رحلته الخاصة حتى انتقلنا بعد ذلك لحلقات أخيرة جعلت الأمور تبدو مثيرة للاهتمام أكثر وبدأنا نشاهد فصول جديدة لحياة من حول سيلينا بينما هي مازالت تعاني بعض الشيء وبعد كل ذلك رأينا المسلسل يتصرف بذكاء عالي ويتركنا متحمسين لموسم جديد سيحمل معه فصل جديد من حياة سيلينا، هذا المسلسل في وقت السخرية السياسية الان والاوضاع السياسية يبدو اكثر ارتباطاً وأهمية من أي وقت مضى ونستطيع أن نؤكد لكم أنّه وبلا شك أحد أذكى الأعمال الكوميدية في تاريخ التلفاز بدون أدنى مبالغة وجوليا لوي-داريفوس هي ربما أفضل ممثلة في تاريخ الكوميديا التلفزية بل حتى هذا الوصف قد يكون قليلاً في حقها لانها حقاً موسماً تلو الآخر تقدم أداءاً يجعلها فوق أي مقارنة.

1- Atlanta

لا نعتقد أن أياً منا كان يعرف ما يمكنه أن يتوقعه من Atlanta وهو يشاهد كل تلك المقاطع الترويجية للمسلسل، والتي رغم أنها كانت خلاقة جداً إﻻ أنها ليس لها علاقة حقاً بمحتوى المسلسل.
وربما هذه التوقعات المنخفضة أو المنعدمة ساعدت Atlanta في أن يفاجئنا جميعاً ويقدم أكثر قصة إنسانية في هذا الموسم. ﻻ يهم ما هو عرقك أو جنسيتك أو جنسك، عندما تشاهد Atlanta ﻻبد أنك رأيت نفسك في لقطة ما. وحتى إن لم ترَ نفسك، لابد أنك ضحكت في لحظة ما.

يجدر بنا تقديم إشادة خاصة للحلقة السابعة من هذا الموسم والتي عنوانها B.A.N والتي هي، بدون شك، واحدة من أكثر الحلقات المضحكة والمبتكرة التي عرفتها المسلسلات منذ سنوات. إن مزج هذا المستوى العالي من الذكاء والفكاهة والسخرية في 30 دقيقة ليس بالأمر الهيّن، لكن دونالد غلوفر يجعله يبدو أمراً سهلاً.

في خطاب استلامه لجائزة الغولدن غلوب شكر غلوفر إبنه ووالدتَه لأنهما جعلاه ”يعيد الإيمان بالبشر“، ونحن هنا نود أن أشكر غلوفر على إعادة إيماننا بالمسلسلات الكوميدية.

خاص: The Grand Tour

الثلاثي عاد وعودتهم كانت حميدة من الحلقة الافتتاحية كان من الواضح أننا أمام مشروع برنامج سيارات فيه كل ما نحبه حقاً كوميديا رائعة بين الثلاثي الذي نعلم سلفاً أنّه متوافق ومتناسق وبينهم كيمياء عالية للغاية ثم قرر البرنامج أن يأخذنا في كل حلقة إلى دولة ما وأن يقدم فقرات مختلفة دائماً ومن خلال الموسم استطاع المسلسل دائماً أن يجعلنا نعيش ساعة ممتعة خلال مشاهدته فبين الافتتاحية الرائعة وبين كل تلك الحلقات المميزة التي لم تكن فقط برنامج السيارات المعتاد بل كانت دائماً مختلفة ومميزة رحلة ناميبيا على سبيل المثال قدمت حلقتين مميزتين حقاً والكثير من الحلقات الآخرى احتوت على فقرات ممتعة، كل هذه الأشياء جعلت هذا الموسم الأفتتاحي لـGrand Tour موسماً ممتازاً ليس فقط لعشاق السيارات بل حتى لاولئك الغير مهتمين حقاً بشكل كبير بعالم السيارات.

طبعاً كانت هناك أيضاً، بجانب الأسماء الخمسة عشر المذكورة سلفاً، عدة أعمال قدمت مواسم تستحق الإشادة مثل BrainDead و High Maintenance من الجدد و BoJack Horseman و Review من العائدين، والتي لم تكن هناك مساحة كافية لدخولهم القائمة، كما هو الحال في كل سنة.
خلاصة القول هو أن غزارة الانتاج التي يعرفها مجال الإنتاج التلفزيوني في هذه السنوات الأخيرة لم تنعكس بشكل مباشر على تنوّع المحتوى، المنتجون لا يزالون يبحثون عن طرق مختلفة لسرد نفس القصص ”المجربة“، والقنوات لا تفتأ تجدد المسلسلات الناجحة تجارياً وتخلق منها مسلسلات مقتبسة بدل المغامرة مع مشاريع جديدة وغير ”مجربة“، فأصبح المشاهد الراغب في بعض التغيير مضطراً للنظر بعيداً عن ”المسلسلات الأكثر مشاهدة“ لكي يجد ما يبحث عنه.
الإبتكار موجود، كل ما في الأمر أنه موجود في أماكن لا تتوقع أن يكون موجوداً بها.