حصيلة 2016: موسم جيد، موسم مخيب

بالرغم من الزيادة المهولة في عدد الإنتاجات السنوية للمسلسلات في السنتين الماضيتين، المسلسلات الجديدة تشكل بالكاد ثلث ما نعتبره ”أفضل المسلسلات“ كل موسم، فلذلك المسلسلات العائدة والمستمرة هي في الحقيقة أولى بالحديث عنها. مُستلهمين بالفقرة الصغيرة التي تذيلت قائمة رضوان السنة الماضية، ارتأينا أن نسلط الضوء على المزيد منها بالحديث عن مواسمها الجديدة، الجيد منها والسيء.

أيضاً هذه القائمة قد تطول إن حاولنا الحديث عن كل المسلسلات التي قد تدخل في هذا الإطار، فلذلك التركيز هنا بالذات على المسلسلات التي شهدت انحدار أو إرتفاع شديد في جودتها هذا الموسم، من بين ما عرض في العام 2016.

لنبدا هذه القائمة بالكتابة المريعة لكريس كارتر…


★★½ – رضوان: ”بالنسبة لمسلسل ميت منذ موسمه الخامس، لم تكن التوقعات من موسم The X Files العاشر عالية جداً، فلذلك كان بإمكان المسلسل فعلاً مفاجئتنا بشيء ممتاز، ففوجئنا به ينزل إلى ما هو أسوء بكثير من الموسم التاسع المشؤوم. إحقاقاً للحق، لم تكن كل الحلقات سيئة، فقط حلقات كريس كارتر الذي قتل من دون شك أي ثقة كانت لا تزال لدى معجبي المسلسل فيه، كريس كتب 3 حلقات من الـ5، وهناك إجماع عام على أن حلقاته هي أسوء الحلقات. عدى عن ذلك، الموسم لم يقدم أي شيء لمحور الميثولوجيا وكان وجوده مثل عدمه في الحقيقة، لكنه قدم لنا أسوء حلقة في تاريخ المسلسل.“


★★★½ – مصطفى: ”النصف الأول من هذا الموسم كان سيئاً أقل من المتوسط ولكن بعد ذلك الاداء تحسن، إذا ما حاولنا تقبل بعض الامور الغير منطقية وتماشينا مع الاحداث سنجد أنَّ المسلسل يقدم دراما جيدة في معظم الأحيان، التلاعب على اوتار العوالم الموازية وما إلى ذلك لم يضف للمسلسل للآسف ومازلت حتى الآن اتسائل عن فائدة ابقاء جو بليك على قيد الحياة في نهاية الموسم الأول بعد موسم ثاني لم نراه يفعل فيه أي شيء سوى يجرب بعض الحبوب ويقع في الحب لا أعلم حقاً أي اضافة قدمها تواجده هذا الموسم؟ لكن باستثناء ذلك اتفهم تماماً واحترم فكرة المسلسل التي حاول تقديمها في النهاية حول اهمية الحياة الانسانية أياً كانت آراء وافكار صاحب تلك الحياة.“


★★★ – رضوان: ”من بين مسلسلات FX الكوميدية الجديدة في 2014 كنت أفضل هذا على You’re the Worst بلا تردد (وسأتحدث عن هذا الاخير بعد قليل) لكنه أضاع طريقه بسرعة بعذ موسم واحد فقط. باعتماده على قصة ممتدة وأفكار غريبة-لكن-ليست-مضحكة فقد Man Seeking Woman الكثير من جودته، مع ذلك استطاع المسلسل تقديم حلقتين أو ثلاثة يمكن اعتبارهم حلقات جيدة أو ممتازة. ولا أزال أتطلع لمشاهدة الموسم الثالث الذي ينطلق الشهر القادم على أمل أن يكون هناك تحسن.“


★★★ – مصطفى: ”في الموسم الرابع المسلسل تاه تماماً، أعني ربما باستثناء ذلك الحدث في منتصف الموسم أعاد الحياة للمسلسل ولكن غير ذلك المسلسل أصبح مبالغ فيه جداً من ناحية الأحداث، الكتاب يبالغون في المؤامرات واجواء الوقيعة والأسرار بشكل غير مبرر تماماً، اداء الممثلين عالي جداً ولا شك في ذلك سواء كيفن سبايسي أو روبن رايت وحتى الممثلين المساندين ولكن ذلك لا يشفع للمسلسل الخطوط والاتجاهات التي اتخذها والهفوات التي تسبب بها خلال هذه المسيرة، مبتكر المسلسل غادره تماماً وكتاب آخرين اصبحوا المسؤولين عنه لا نعرف حقاً كيف سيستمر المسلسل ولكننا نعرف أننا نريده أن ينتهي بسرعة حتى نتذكر على الأقل مواسمه الاولى الجيدة ولا تمحيها هذه المواسم السيئة. “


★★★½ – رضوان: ”أنا أمشي كل صباح في هذا الجو البارد على أنغام The Red Right Hand بسبب هذا المسلسل، لكن دعوني أكن صريحاً هنا للوهلة، هناك قدر معين من المرات التي يمكنك أن تقوم فيها بمونتاج تظهر فيه شخصياتك وهي تمشي ببطء على أنغام أغنية روك قبل أن يصبح الأمر مبتذلاً، ولا أستطيع عدّ المرات التي قام بها Peaky Blinders بهذا الشيء في هذا الموسم لوحده. الكل في الكل، الموسم كان مهزوز بعض الشيء ولم يكن مكتوباً بشكل ممتاز، لكنه يحسب له أنه انتهى بطريقة رائعة جداً، وهذا كل ما يبحث عنه محبوا Peaky Blinders“


★★★ – مصطفى: ”مسلسل الأخوين دوبلاس بدأ جيداً في الموسم الأول وكان مثيراً للاهتمام بعض الشيء ولكن في الموسم الثاني المسلسل انحدر قليلاً مستواه وبتنا نشاهد شخصيات غير مثيرة للاهتمام تقوم بأشياء لسنا حقاً مهتمين بكيف ستنتهي أو ماذا ستكون نتيجتها أتفهم تماماً رغبة القناة في انهاء المسلسل وآمل حقاً أن يكون مشروعهم القادم مشروع لائق، فكليهما لديهما فكر كوميدي ناضج وقادر على كتابة محتوى جيد يحتاجون فقط ترتيب الاوراق والهدوء. “


★★½ – رضوان: ”لا أحد كان يصدق أن إيمي شومر، تلك الفتاة التي تمزح حول مهبلها أكثر من اي شخص أخر، استطاعت أن تصنع ذلك الموسم الثالث المذهل من Inside Amy Schumer، فلذلك الأعين كلها كانت مسلطة عليها وعلى الموسم الرابع من البرنامج. النتيجة كانت محبطة جداً وفتحت باب التساؤل عما إذا كانت شومر فعلاً سرقت تلك النكات التي يزعم بعض الأشخاص أنها سرقتها. إذا كنت لا تزال تفكر في مشاهدة هذا، شاهد الموسم الثالث فقط وجنب نفسك عناء متابعة بقية المواسم.“


★★½ – مصطفى: ”المسلسل لم يقدم الكثير خلال مسيرته بشكل عام، مازال مجرد نسخة آخرى من Entourage في عالم كرة القدم ولكن Entourage كان يحتوي على شخصيات مضحكة ومميزة مثل آري غولد ودراما بينما هذا المسلسل يفقتد لتلك الشخصيات تماماً المسلسل يعيش حياته بكاريزما The Rock ولا شيء غير ذلك، ليس هنالك محاور مثيرة للاهتمام في القصة وليس هنالك شخصيات لتتفاعل معها بل مجرد مناظر خلاّبة ومشاهد ساخنة وبعض الصراعات الغير مثيرة للاهتمام. “


★★★½ – رضوان: ”ربما أكثر مسلسل استحق مكاناً في قائمتنا السنوية، ليس لأجل كتابته (والتي كانت رائعة)، وليس لأجل تمثيله (سارة لانكشاير مذهلة)، بل لتقديمه لنا لمولزلي من داونتن أبي في دور مجرم. مؤسف أنه علينا الانتظار لوقت طويل قبل أن نحصل على موسم أخر.“


★★★½ – مصطفى: ”هذا المسلسل بدون حلول وسط اما أن يُعجبك وتعتبره مسلسل اسطوري أو ستقول عنه سيء في الواقع بالنسبة لي هو مسلسل لديه لحظات مختلفة أعني قد يكون ممل في لحظات عديدة وغير كوميدي وغير مضحك ولكن في لحظات آخرى سأجده جيد ويقدم أفكار مميزة وباسلوب طرح جيد جداً مضحك في غالب الأحيان ومليء بالكوميديا الذكية هذا التردد في المحتوى مشكلة في معظم الاحيان وبوجاك لم يستطع حل هذه المشكلة حتى الموسم الثالث فقد كان من الواضح التحسن في المحتوى وكان من الواضح أنَّ كتاب المسلسل بدأوا بتخمير أفكارهم ومعرفة من أين تؤكل الكتف وكيف يتم كتابة مسلسل انميشن كوميدي لذا آمل حقاً أن يستمروا على نفس المنوال في المواسم القادمة، التحسن كان واضح في الموسم الثالث.“


★★★½ – رضوان: ”كان هذا المسلسل الإيطاليّ من أكثر المسلسلات التي أنصح بها لعشاق الإثارة قبل سنتين، لأنه قدم قصة عصابات بشكل مختلف قليلاً وكان فيه تركيز على الشخصيات بقدر ما كان هناك تركيز على الأحداث، على القدر الذي يسمح به مسلسل حول العصابات. في الموسم الثاني معظم التركيز كان على الأحداث وأي تطور للشخصيات فإنه كان شيء عرضيّ وليس مقصود، مع ذلك يظل مسلسل أكشن جميل لمن يحبون هذا النوع من المسلسلات.“


★★★ – مصطفى: ”قصة المسلسل لم تكن تتحمل أكثر من موسم ومحاولة المماطلة هذه في الموسم الثاني ظهرت بشكل سيء للآسف، فتماماً مثل زميله House of Cards اداء الممثلين عالي ومنتجي المسلسل يعرفون ذلك ويعرفون قيمة شخصية داني لذا حتى بعد نهاية الشخصية رأيناه يظهر في فلاش باكات ومشاهد تخيليه فقط من أجل اثبات التواجد لا أكثر وكسب بعض الترشيحات في الجوائز ولكن ذلك لا يجدي نفعاً حقاً، فالمسلسل لم يكن عظيماً ولكنه كان جيداً في موسمه الأول في الموسم الثاني فقدنا حتى الجودة وأصبح مسلسل متوسط بقصة متوسطة وبممثلين جيدين لا أكثر، نأمل حقاً أن يتم انهاء المسلسل بشكل لائق في الموسم الثالث فالقصة لم تكن تتحمل أصلاً اكثر من موسم. “


★★½ – رضوان: ”لم يكن الموسم الاول جيداً لتلك الدرجة من الأساس، ولكنه على الأقل قدم شيئاً جديداً نوعاً ما بشخصيات مثيرة للاهتمام. لكن بعد خروج أحد الكتاب الرئيسيين، أغرق المسلسل نفسه في حفرة أعمق بكثير مما يستطيع تحمله، فأدخل مواضيع العرق والأجناس والأمراض العقلية وعنف الشرطة وعشرات الأشياء الأخرى، ولم ينجح في أعطاء أي منها التركيز الكافي ليجعل أياً منها مؤثراً بأي شكل من الأشكال، فظهر المسلسل على شكل استغلاليّ أكثر مما هو عميق. يعني باختصار، لقد كان ما تتوقعه من مسلسل على لايفتايم.“


★★★½ – رضوان: ”لنأخذ لحظة لنتمعن في هذا: بعد انتهاء Maron، لم يعد هناك أي مسلسل دراما سوداوية حول كوميديان غير ناجح على الهواء حالياً. لوي متوقف وربما منتهي، ليجيت تم إلغاءه، ومارون انتهى. بقي المسلسل جيداً حتى موسمه الرابع وقدم حلقات جيدة، ولا أزال أنصح بمتابعته.“


★★★★ – رضوان: ”أتذكر مشاهدتي للبايلوت قبل سنتين وانبهاري به، قلت في نفسي ‘هذا سيكون مسلسلاً عظيماً’. طبعاً لم يصبح Halt and Catch Fire مسلسلاً عظيماً، لكنه كان مسلسلاً جيداً جداً على أقل تقدير، وبعد موسمين فيهما الكثير ليُحب ويكره، قدم الموسم الثالث أفضل ما في جعبة المسلسل لحد الساعة، وبينما ظهر في النصف الأول منه بعض بوادر ما يُكره من مواسم المسلسل الأولى، النصف الثاني كان بحلاوة هدف في الدقيقة التسعين. إذا كنت تفكر في مشاهدته، لا تتردد وأعطه فرصة.“


★★★½ – رضوان: ”عندما جاء الموسم الأول من Black Mirror في 2011 بحلقاته الثلاثة، صرخت أن ثلاثة حلقات لم تكن كافية لهذا النوع من العظمة. وعندما جاء الموسم الثاني قلت أن الموسم جيد لكن ليس بنفس العظمة لكنني أريد المزيد. ثم جاء الموسم الثالث وتحول المسلسل فجأة إلى مسلسل أمريكيّ، وهذه النسخة الامريكية من Black Mirror أصابت أحياناً وأخطأت في أحيان كثيرة. الأفكار المطروحة ممتازة وأسلوب تشارلي بروكر بارز، إلا أنه حقاً لا يبدو وكأنه نفس المسلسل، وكل الحلقات تتركك بشعور وكأن شيئاً ما ينقص هنا، وليس فقط اللكنة البريطانية.“


★★★ – رضوان: ”وقت الإعتراف: لم أكن أعتقد أن هذا المسلسل جيد حقاً منذ أن بدأت مشاهدته في صيف 2014، جودة حلقاته كانت متذبذبة وشخصياته كانت فظيعة بالنسبة لمسلسل يُفترض انه كوميديّ. لم يتغير الأمر كثيراً في الموسم الثاني، باستثناء أنه في النصف الثاني تحول المسلسل لشيء مختلف كلياً بإدخال قصة الاكتئاب والتي رفعت من جودة المسلسل بشكل مهول. في الموسم الثالث عاد المسلسل إلى جذور شخصياته الفظيعة، والتي زادت فظاعة هذا الموسم، المشكلة انه لم يكن مضحكاً حقاً، وباستثناء إدغار فكل الشخصيات تم تطويرها بشكل سيء للغاية، وبصراحة ليس لدي أي رغبة في مشاهدة مسلسل حول اشخاص فظيعين يتصرفون بفظاعة دون أن يكون هناك أي هدف من وراء كل ذلك.“


★★★ – مصطفى: ”أعتقد أنَّ مخرجة العمل وكاتبته جيل سالاوي بدأت بالتوهان، المسلسل كتابياً بدأ موسمه الاول بشكل ممتاز ولكن بعد ذلك هبط المستوى بشكل كبير، الموسم الثالث التوجه نحو الماضي والهولوكوست كان أمر مبالغ فيه حقاً ولا داعي له، المسلسل أصبح مسلسل مبالغ فيه حيثما نظرت ستجد شخصية ما تفعل شيء لا مبرر له ومجرد أمر ”متطرف“ لا اكثر سواء جنسياً أو عاطفياً أو اجتماعياً فقط محاولات لتقديم امور متطرفة ومبالغ فيها لا أكثر هذا الأمر إذا لم يتم البناء له جيداً سيخرج بشكل هزيل، أعني لا غبار على اداء الممثلين الخرافي حقاً بقيادة جيفري تامبور ولكن باستثناء ذلك على سالاوي أن تغيير من هذا المنهج حقاً فالمسلسل بدأ يصبح مُملّاً.“


★★★★ – رضوان: ”باختصار، أفضل مسلسل لست تشاهده يا عزيزي القارئ.“

سواء كنت ممن يرون أن سنة 2016 كانت جيدة تلفزياً أو سيئة، أعتقد أنه يمكننا الاتفاق على أن القادم يبدو مُحمساً أكثر، فبعد الهجرة التي تعرفها هوليوود لنجوم السينما إلى عالم المسلسلات لم يعد هناك أي شك حقاً أن أي فرق يوجد بين السينما والتلفزيون فإنه أصبح غير ملحوظ تقريباً، ثم حتى من دون هذا، في 2017 سنرى American Gods ياجماعة، إن لم يكن هذا شيئاً تتحمس حياله فلا أعلم ماذا قد يقال بعد هذا. نتمنى أن تكون 2017 عند حسن التطلعات.

لمن فاته قراءة المقالات الماضية الختامية لعام 2016 هاهي روابطها: على رادار الطيار، تحت رادار الطيار و أبرز مسلسلات 2017.