حصيلة 2016: مسلسل رائع، مسلسل مخيب – الجزء الأول

مع الإنفجار الذي يعرفه عالم المسلسلات من ناحية غزارة الإنتاج يصعب حقاً تحديد سنة تلفزية كاملة في 15 مسلسل دراميّ و 15 كوميديّ (لكننا نفعل ذلك على أية حال، ها!) فلذلك استحدثنا فقرة جديدة نتناول فيها أبرز مسلسلات العام، مع تركيز على المسلسلات التي لم يحصل لها شرف دخول قائمتنا السنوية، بداية بمسلسلات الطيار.

فقرة الطيار كان الهدف دوماً منها هو تقديم فكرة سطحية عن مسلسلات (تبدو) مثيرة للاهتمام و تنطلق قريباً، وبهذا تكون دائماً ناقصة ولا تعبر حقاً عن مدى جودة مسلسل ما من عدمه، البديل هو طبعاً إنتظار انتهاء عرض المسلسل ثم كتابة مقالة حوله، لكن بحلول ذلك الوقت يكون قد ظهر مسلسل أخر يشد انتباه الجميع، وها أنت فوتت على نفسك أحدهما. ولذلك بداية من هذه السنة سنقوم بالعودة إلى ترشيحاتنا تلك والتحدث عما إذا جائت تلك المسلسلات على قدر التوقعات، وهكذا يمكنك أن تأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان ذلك المسلسل الذي أضفته إلى قائمتك قبل 5 أشهر ولم تتفرغ بعد لمشاهدته يستحق وقتك أم أنك تستطيع الاستغناء عنه بكل راحة.

بداية بأبرز مسلسل جديد من هذه السنة…

★★★★ – مصطفى: ”لا شك أنَّ هذا العمل كان أحد أبرز أعمال هذا الموسم التلفزي والمسلسل الأكثر حديثاً في الاوساط الفنية في الشهور القليلة الماضية ولكن بعيداً عن كل ذلك المسلسل لم يكن عظيماً للغاية حاول بعض الشيء أن يقدم افكاراً معينة وبالغ أحياناً في بعض المفاجئات ولكنه فشل في أحيان اخرى في جذب تعاطفنا مع الشخصيات والقصص هذا بالاضافة إلى بعض المشاكل التي ظهرت عن قرب في بعض المحاور ولكن ذلك لا يمحي أبدأً باقي المحاور والاخراج الممتاز للمسلسل والتمثيل الرائع من الطاقم التمثيلي الممتاز ربما لو كان فقط نولان وجوي قاما بعمل افضل كان ليكون هذا العمل من اعظم المسلسلات على الاطلاق بدل أن يكون مجرد عمل جيد جداً لا اكثر.“

★★★½ – رضوان: ”مفاجئة غير متوقعة البتة من BBC. هذا المسلسل الذي يتمحور حول عائلة تكتشف ان طفلها مصاب بالتوحد وجد طريقه بسرعة إلى قلبي بعد حلقة واحدة فقط بشخصياته المتعددة ومشاكلهم العائلية. أعطاني The A Word تماماً ما كنت أتوقعه منه: دراما عائلية تتخللها مواقف مضحكة ولحظات تثير مشاعري. وأنا مسرور أنه سيعود لموسم ثانٍ.“

★★★ – مصطفى: ”لقد كان تجربة ممتعة، مضحكة في غالب الأوقات رؤية نينا والاطفال والحياة اليومية لذلك البيت كان أمراً ممتعاً أعني ربما المسلسل لم يكن مكتوباً بحرفية كبيرة وربما لن يفوتك الكثير اذا ما كنت لم تشاهده ولكن إن كنت قد شاهدته فلن تكون حانقاً أو منزعجاً من المحتوى بل على العكس ستكون قد اضعت بضعة ساعات وضحكت قليلاً على بعض النكات التي قد تبدو تافهة او ساذجة ولكن التفاهة تخلق اجواءاً مضحكة في غالب الاوقات.“

★★ – رضوان: ”في كل موسم من الطيار لابد أن يقع الاختيار على مسلسل محبط جداً لدرجة أن المرء يخجل من أنه نصح بعض الناس بمشاهدته (الموسم الماضي كان Fortitude وهذا الموسم هناك مرشحان على الأقل لحد الساعة لهذا اللقب). بالرغم من طاقمه الجيد وجودة الرواية المقتبس منها (والمشكوك في جودتها الآن) لا شيء كان يستحق الإشادة في هذا المسلسل سوى توقيت صدوره، والذي قد يكون السبب الوحيد الذي جعل هذا المسلسل يُصنع من الأساس.“

★★★★ – مصطفى: ”يجب أن أقول أنَّ هذا العمل كان مفاجئة سعيدة جداً، فقد استطاع خلال 10 حلقات أن يجذب الناس من حوله وأن يقدم دراما رائعة للغاية، لم أكن أعتقد بتاتاً أنَّ هذا المسلسل سيكون بتلك الجودة ولكن باولو سورينتينو وطاقم المسلسل فاجئوني بابداع متناهي منذ مشهد البداية حتى مشهد الختام في اخر حلقة، كل شيء كان على المقاس في هذا المسلسل موسيقى تصويرية أداء تمثيلي قصة ممتازة شخصيات مثيرة للاهتمام ومتنوعة اخراج رائع جداً وحوارات آخاذة، أتوق حقاً لرؤية المزيد من هذا المسلسل“

★★★½ – رضوان: ”العودة بالزمن ومحاولة تغيير التاريخ ليست فكرة مبتكرة للغاية، أليس كذلك؟ إذا ما الذي لدى هذا الإقتباس التلفزيونيّ لقصة ستيفن كينغ بحلقاته الثمانية ليضيفه على هذه القصة المألوفة؟ الجواب، على ما يبدو، هو: ليس الكثير. بينما لا نستطيع الحكم على الرواية وما فيها لأنه تم قص الكثير من الأشياء منها لكي يسهل اقتباسها، يمكننا القول عن إقتباسها أنه لا يعدو كونه قصة مسلية وممتعة حول الحب والسفر عبر الزمن، ولن يفوتك الكثير إن قررت أن لا تشاهدها.“

★★★ – مصطفى: ”نعم لقد كان عملاً مخيباً جداً للآسف، لعل السبب في ذلك هو امتلاء غرفة الكتابة بأشخاص غير ضليعين حقاً في الكتابة باستثناء تيري وينتر الذي غادر مباشرةً بعد الموسم الأول أو لعل أسباب آخرى كانت السبب ولكن للآسف المسلسل على الرغم من الصرف الواضح عليه لم يكن على قدر التوقعات بالمرة وفشل للآسف بتقديم قصة جيدة أو احداث مثيرة او حتى شخصيات تتفاعل معها إذا ما استثنينا شخصية اوليفيا وايلد، نعم الاداء التمثيلي كان جيد والاخراج ممتاز ولكن بدون قصة مثيرة للاهتمام المسلسل اصبح بلا هدف ومعنى.“

★★ – مصطفى: ”للآسف دونوفان وطاقم كتاب هذا المسلسل لم يستطيعوا تقديم مسلسل جيد، على الرغم من أنَّ الفكرة كانت جيدة ولكن حقاً لو كان بايلوت المسلسل عرض على أحد قنوات الشبكات لكانت سترفضه مباشرة ولن تسمح بتصوير المزيد من الحلقات حتى، المسلسل اتخذ طرق سيئة ورخيصة في تناول الأحداث وكان مشتتاً طوال الوقت ويسير في اتجاهات مختلفة بشكل غريب للغاية المسلسل حتى لم يكن ممتعاً للمشاهدة ومشاهدته في غالب الاحيان كانت مزعجة. يجب على هولو ان تتخلى عنه مباشرةً“

★★★★ – مصطفى: ”عمل آخر لم نكن نتوقع منه الكثير ولكنه كان مفاجئة سارة للغاية، نعم المسلسل لم يقدم ابتكار عبقري جديد ولم يقدم فكرة اصلية خارجة عن الطبيعة ولكنه قدم دراما عالية جداً ومكتوبة بحرفية كبيرة ومنفذة بدقة عالية كل شيء كان كما يجب أن يكون في هذا المسلسل في كل حلقة كنا نشاهد حدث معين ونرى تعامل الشخصيات معه بالاضافة إلى تطور العلاقة العامة بين الشخصيات على مدى الموسم، اداء الممثلين كان ممتازاً لابعد الحدود مما جعلنا نرى مسلسل ممتاز ننتظر منه الكثير في المواسم القادمة.“

★★★½ – رضوان: ”سأقولها مرة أخرى: الخلل في كل مسلسلات AMC أنه لا يسمح بالشتائم فيها. وهذا أكثر مسلسل من مسلسلات AMC في أمسّ حاجة للشتائم، لكن حتى من دونها استطاع Preacher أن يخلق قصة ممتعة مليئة بالعنف والكوميديا السوداء والتراجيديا. مع ذلك، يجب أن أقرّ أنه لولا معرفتي بالقصة وما ستؤدي إليه لكنت تركته على الأرجح بسبب كتابته السيئة التي اعتمدت على تحيير المشاهد بعدم إخباره بكل التفاصيل على أمل أن يعود الأسبوع القادم متأملاً أن يفهم، فيحبط مجدداً بالمزيد من التحيير؛ وبسبب تهذيب الشتائم.“

★★★½ – مصطفى: ”مسلسل آخر كان مخيب للآمال نوعاً ما، على الرغم من الاسماء التمثيلية الممتازة والتي لم تتوانى أبداً بتقديم ابداعاتها المسلسل بدأ بشكل جيد جداً ولكن كتابه تاهوا تماماً في منتصف الموسم وكان من الواضح أنَّهم لا يعرفون إلى أين يريدون الذهاب في القصة، التركيز على الدراما العائلية خلق اجواء ممتازة داخل المسلسل وآمل حقاً أن يستمروا في ذلك في الموسم الثاني، هولو تحاول دائماً اعطاء فرص لافكار مختلفة وجديدة لم نمتلك من قبل مسلسل عن تيار ديني وإذا ما تم استغلال هذه الفكرة بشكل جيد سنرى مسلسل أفضل بكثير، نأمل حقاً أن يفعلوا ذلك.“

★★★ – رضوان: ”أنا متيقن ان مسلسل الثنائيّ هيو لوري وتوم هيدلستون هذا يدخل في قوائم كثير منكم كأحد أفضل مسلسلات 2016، إليكم رأياً مغايراً: إنه ليس كذلك. لقد كان من الواضح في حلقاته الستة مقدار المال الذي صرف في صناعته، لكن إذا كانت القصة ”ماشية بالعافية“ فإنه ربما كان من الأجدر تخصيص بعض من ذلك المال لكتابة نص أفضل؟ لم يشفع له لديّ سوى أداء جينا كولمان الرائع، هذه المرأة كنز وطنيّ.“

★★½ – مصطفى: ”ربما كان من أسوء أعمال هذا العام مقارنةً بالتوقعات التي بُنيت حوله، فمقارنةً بالصرف الواضح والأسماء المرتبطة به المسلسل كان عبارة عن دراما رخيصة جداً تدور حول قصص كلاسيكية للغاية وتتمحور بشكل عام حول المؤامرات لا أكثر، لم يتم استغلال تواجد نجم مثل داستن هوفمان بشكل جيد أبداً والقصة تم بناءها بشكل ساذج في غالب الأحيان، حتى لو كان المسلسل اقتباس تاريخي كان يجب أن تكون الشخصيات والقصة مثيرة للاهتمام اكثر لكي تجعل المشاهد يتحمس قليلاً لمشاهدة الحلقات الاخرى وذلك لم يحدث للاسف“

★★★½ – رضوان: ”بالنظر إلى الأحوال العامة بالعالم كله هذه الأيام ربما هذا المسلسل هو كل ما كنا نحتاجه جميعاً، ولهذا وجد لنفسه قبولاً كبيراً بين الجماهير و (بعض) النقاد على حد سواء. يقدم This is Us ما تتوقعه منه تماماً: دراما عائلية تتخللها مواقف مضحكة ولحظات تثير المشاعر. لحظة، ألم أقل هذا للتو عن The A Word؟ صحيح، وهذه هي المشكلة. في حين أن The A Word يمنحه موضوع التوحد زاوية جديدة (نسبياً) لهذا النوع من القصص، This is Us لا يضيف أي شيء جديد لهذا الصنف، لكن هذا لا يمنع أحداً من الإستمتاع به.“

★★★½ – مصطفى: ”البعض كان يعتقد أنَّ هذا المسلسل سيفقد بريقه بعد حلقة أو حلقتين ولكن بعد نصف موسم أستطيع بكل ثقة أن أؤكد أنَّ هذا العمل قادم ليقدم موسم أولي جيد جداً على الأقل ثم بعد ذلك سنرى، فكرة المسلسل الأصلية والجديدة بالاضافة إلى اداء الممثلين الممتاز بقيادة تيد دانسون جعلتنا امام حلقات اسبوعية تخرجك من اي اجواء كنت فيها وتدخلك لاجواء كوميدية وتجعلك تبتسم وتضحك من قلبك، حقاً افتقدت المسلسل منذ توقفه وأنتظر عودته بفارغ الصبر.“

★★★ – رضوان: ”لقد كان محبطاً جداً رؤية رشيدة جونز في هذا المسلسل الذي يحاول بكل قوة تقليد !Police Squad و !Sledge Hammer ويفشل فشلاً ذريعا. لا أعلم ما الذي لم يعمل فيه على وجه التحديد، النكات ام مؤدوها؟ اعتقد انه من العادل الافتراض انه مزيج من الإثنين. رغم ذلك كثير ممن لم يشاهدوا المسلسلات الآنفة الذكر راق لهم المسلسل وأضحكهم، فلذلك ما يدريني؟ لعل Angie Tribeca هو فعلاً !Police Squad هذا الجيل.“

★★★½ – مصطفى: ”هذه الايام التنوع في التلفاز أصبح مطلوباً وايسا راي اسم شاب ومناسب لتقديم قصة عن النساء السود في المجتمع لكن مع ذلك المسلسل كان في بعض الاحيان يصيب وفي آخرى يخيب، في احيان كثيرة المسلسل تحول لمجرد مسلسل علاقات عاطفية عادي جداً لم يقدم أي جديد وفي أحيان آخرى كان المسلسل يسلط الضوء على نقاط معينة ويقدمها بشكل جيد، بين هذا وذاك المسلسل لم يجد لنفسه شكل ثابت ولكن ربما ذلك قد يتغير في الموسم الثاني“

★★★½ – رضوان: ”لولا عودة Black Mirror لكان مسلسل نيل غايمان هذا هو أقرب شيء كنا سنحصل عليه في هذا النوع من القصص. بينما قصص Black Mirror متجذرة في التكنولوجيا، قصص Likely Stories متجذرة في الحكايات والقصص. المشكلة هو أنه بعد شهور من مشاهدته لا أتذكر حقاً الكثير من قصصه الأربعة، أي أن حلقاته احتوت على أفكار رائعة وأسلوب غايمان الرائع واضح فيها (بل إنه يظهر في كل حلقة بشكل أو بأخر)، إلا أنها تبقى مجرد استعراض مذهل لبعض لأفكار، ويبقى للمشاهد ان يستنبط منها ما يشاء. حظاً موفقاً في إيجاد هذا المسلسل في أي مكان.“

★★★ – مصطفى: ”مسلسل متوسط ربما كنا نتوقع منه أكثر لكون فكرته كانت مثيرة للاهتمام ولكنه للآسف اتجه لاتجاه شبيه بالأفلام الشهيرة Hunger Games وDivergent لكن ذلك لا يمنع أنَّ مشاهدته كانت ممتعة في غالب الوقت وأنَّ شخصياته وماضيها كانت أمور مثيرة للاهتمام بعض الشيء، اداء الممثلين لم يرتقي لجودة العمل للآسف والاخراج لم يكن جيداً للغاية وكنت أود لو أنَّ Netflix تكتفي بموسم وحيد منه ولكن يبدو أنَّ المسلسل جذب نجاحاً جيداً ضمن للمنصة تجديده نأمل أن نرى تحسناً في الموسم الثاني رغم أنَّ ذلك مستبعد“

★★★½ – مصطفى: ”نقل مسلسل من الانترنت الى التلفاز تجربة صعبة ولكن كاتبين هذا المسلسل استطاعا فعلها بأقل الخسائر، المسلسل لم يقدم اضافة كبيرة وفي أحيان كثيرة قد لا يعجب المتابعين الجدد الذين لا يعرفون فكرة المسلسل الأصلية ولكن شخصياً اعتقد أنّه نجح في تقديم شخصيات وافكار متعددة بشكل جيد جداً وجمع بينهم كالعادة بواسطة صاحبنا بائع الحشيشة، الجيد أيضاً في المسلسل أننا تعرفنا على المزيد من تفاصيل حياة سائق الدراجة وهذا الأمر كان مثيراً للاهتمام وأعتقد ان المسلسل سيتحسن مستقبلاً لا محالة.“

عام 2017 يخبئ لنا هو الأخر عدة مشاريع واعدة نتحرق بشوق أن نخبركم عنها في حلقات الطيار المستقبلية، مصطفى بالفعل استعرض أبرزها في مقالة سابقة. مع الهجرة الجماعية لنجوم السينما إلى عالم المسلسلات، نأمل أن تكون المشاريع (واختياراتنا لها) على مستوى التطلعات. سنستعرض بعد غد في مقالة أخرى أراءنا في مسلسلات مرت غير ملحوظة على رادار الطيار، من بينها مسلسلات مثل Stranger Things و The OA التي بالكاد تم الترويج لها وخلقت زوبعة كبيرة بعد عرضها. ثم بعد ذلك سنتكلم عن مواسم بعض مسلسلات 2016 التي أثارت انتباهنا بطرق مختلفة كلياً. إبقوا معنا.