غيم أوف ثرونز, الموسم 6 الحلقة 6: موسم العودة

يبدو أنه موسم العودة في غيم أوف ثرونز, ليس فقط في العودة من الموت بل حتى عودة إلى القصة لشخصيات افترضنا منذ زمن طويل أنها أصبحت خارج اللعبة, من سنرى تالياً؟ سلادور سان؟ غيندري؟ فطيرة ساخنة؟ سيريو فوريل؟ فيء ستانيس؟

حلقة هذا الأسبوع واحدة من تلك الحلقات الضرورية في كل موسم والتي لا تحدث فيها أحداث صادمة أو قوية, ولعل هذا يوضح مقدار اعتماد هذا الموسم على اللحظات الصادمة التي رأيناها تقريباً في كل حلقة من حلقات الموسم باستثناء الإفتتاحية, إنها واحدة من تلك الحلقات التي تعمل بشكل أفضل عند مشاهدة الحلقات كلها دفعة واحدة, وهذا يعني أنه لا يوجد الكثير حقاً ليقال حولها.

ربما ليست خالية من الصدمات كلياً, اكتشفنا أن منقذ بران هو بينجن ستارك, إكتشاف جعل الكثير من الناس مصدومين على ما يبدو: ”يا إلهي, إنها تلك الشخصية التي رأيناها مرة واحدة قبل 6 مواسم, إنني مصدوم جداً!“, الشيء الوحيد الذي أنا مصدوم منه هو ان المسلسل لم يؤجل هذا الكشف إلى آخر الحلقة بل فضّل أن ينهيها بدينيريس على متن 3 مليون من المؤثرات البصرية في مشهد لا ازال لم أفهم لحد الساعة ما المغزى منه؟

game-of-thrones-6-60

تفتح الحلقة بميرا وهي تجر بران المنغمس في الرؤى, يرى أشياءاً كثيرة من الماضي, إعدام والده, سقوطه من على البرج, الملك المجنون, وجايمي يجلس على العرش الحديديّ. أظن أن هذا المشهد كان يحاول أن يرينا أن بران يقوم بتعلم ”كل شيء“ كما أوصاه الغراب ذو الثلاثة أعين, بينما الكثيرون يقولون أن بران هو من كان يعبث برأس والد دينيريس وكان يهمس له ”احرقهم جميعاً!“ بدليل هذا المشهد, ولو أنها تبدو فكرة معقولة إلا أنني لا أفهم ما الذي يخدم ذلك الغرض الذي يوجد من أجله بران؟ هل لا يتعدى الأمر كونه محاولة فاشلة؟ أم أنه لا توجد حقاً أية علاقة بين هذين الشيئين (وهو ما أمله), لأن عودة بران بالزمن وإصلاح كل الأشياء تبدو لي قصة سهلة جداً يستطيع أي أحد أن يكتبها, بدليل أنها أول شيء فكر فيه الكثير من الناس بعد أن تم الكشف عن قدرات بران.

أيضاً, هل تتذكرون تلك الايام التي كنت تحتاج فيها متابعة إكستراس المسلسل لكي تتعمق أكثر في تاريخ ويستيروس؟ أيام جميلة. لكن ألم يكن من الأفضل إدخال هذه الشخصيات والأحداث في القصة بوقت سابق في المسلسل عبر ذكرها, أتسائل دوماً كيف يشعر المشاهد العاديّ الغير منغمس في هذا العالم عندما يدخل المسلسل في تاريخ ويستيروس عبر شخصيات يسمع عنها لأول مرة.

تتعثر ميرا, يستيقظ بران, يتمكن الأطياف من اللحاق بهم, بالتأكيد لن يموت بران الآن والمسلسل قد قضى معظم هذا الموسم يخبرنا بمدى أهميته. أولاً, دعوني أقول أنني أصبحت متعاطفاً مع ميرا قليلا, خصوصاً عندما اعتذرت من بران, أنظروا إلى هذه المرأة, تكرس حياتها لحماية هذا الطفل بدون أي شيء بالمقابل, فلذلك إذا كان الكتاب سيقتلونها فأتمنى أن يؤجلوا ذلك قدر الإمكان. (أم التعاطف يا شيخ!)

game-of-thrones-6-60-3

المنقذ هو بينجن, النظرية تقول أن بينجن هو كولدهاندز, وجورج مارتن يقول أن بينجن ليس هو كولدهاندز, وأنا أقول أن المسلسل دمج هذين الشخصيتين للإختصار كما فعل من قبل مع الكثير من الشخصيات. كولدهاندز لمن لا يعرفه منكم هو شخصية في الروايات ساعدت بران في طريقه إلى الغراب ذو الثلاثة أعين, يعني نفس الموضوع لكن غيّروا الوجهة.

أطفال الغابة أنقذوا بينجن من التحول إلى طيف عبر طعنه بزجاج التنين, وهي نفس الطريقة التي صنعوا بها ملك الليل, هذا المسلسل محيّر جداً. هذا الشيء يصنع السائرين, يقتل السائرين, ويمنع البشر من التحول إلى أطياف؟ لا بد أنه من صنع الألهة.

المختصر من هذا كله هو أن بينجن يقول أن بران هو الغراب ذو الثلاثة أعين الآن, وأن له دوراً مهماً في مواجهة ملك الليل, وهي مواجهة قادمة لا محالة حسب ما يقوله العم بين.

إذا لحد الساعة تخلص إثنين من الستارك من نذورهما عبر استخدام ثغرة ”تقنياً, أنا ميت“, ويمكننا تخّيل إد يقول في نفسه ”تباً لكم يا جماعة“ بينما يتناول حساءه البارد.

game-of-thrones-6-60-8

على ذكر الستارك والموت, أريا تشاهد مسرحية أخرى, هذه المرة مسرحية موت جوفري. خلف الكواليس, تصطدم بالممثلة التي كلفت بقتلها بعد أن وضعت السم في شرابها, يتناقش الإثنان حول أداءها وتسديها أريا نصيحة حول النص, نلحظ هنا أن مقتل جوفري ومقتل والدها يندمجان في نصيحتها, حيث تستمد أفكار غضب سيرسي من تجربتها الشخصية مع مقتل أبيها.

أريا هي بنت أبيها, شرف نيد ستارك يدب في عروقها, فلا عجب أنها اختارت في اللحظة الأخيرة أن تنقذ الليدي كرين رغم تحذيرات جاكن هغار لها بعدم وجود فرصة ثالثة. هذه كانت حركة متوقعة, وذهابها لاسترجاع سيفها إبرة أيضاً كان متوقعاً, أريا لم تكن ستصبح قط عديمة وجه.

الآن تبقى مسألة الإنتقام, أريا لم تستطع التخلص من أفكار الإنتقام التي انتابتها, لكن في هذه الحلقة نكتشف أن تلميذة جاكن هغار — التي لا تزال بدورها في فترة تدريب — هي الأخرى تفكر في الإنتقام من الفتاة الجديدة التي لم تكن تطيقها منذ قدومها. أنا أرى أن أريا لم تكن وحدها تحت الإختبار, بل التلميذة أيضاً, وقد تدفع هذه الأخيرة ثمن باهظاً لهذه الضغنية التي تكنها لأريا ستارك. عديموا الوجه يجب عليهم التخلي عن هوياتهم والقتل فقط لأجل الإله المتعدد الوجوه وليس لأجل التربح أو للإنتقام, وفي هذه الحالة فإن كلتيهما فشلتا في الاختبار.

كما عرفنا في هارنهول وفي بيت الأبيض والأسود, فقط الموت يجزي عن الحياة, إذا على أحدهما أن يدفع ثمن حياة الليدي كرين. عند مشاهدة الحلقة للمرة الأولى قلت في نفسي خلاص أريا ستكون ستاركيّ أخر يقتله المسلسل, لكن الآن بعد أن أمعنت التفكير فإنه يبدو ممكن جداً أنها ستفوز, لاحظوا انها في الأخير تقوم بإطفاء الشمعة على أساس أنها تجيد القتال في الظلام على عكس التلميذة, بالإضافة إلى كونها شخصية رئيسية في المسلسل (رغم أن هذا لم يمنع هذا المسلسل من قبل) وكذا كون هذا الموسم مسانداً للستاركيين على غير العادة. السؤال الآن هو ماذا ستفعل بعد التغلب عليها؟ لن يسمح لها الآن أن تعود لبيت الأبيض والأسود. يمكنني سماع قراء الكتب منكم الذين قرأو الفصول التي طُرحت لحد الساعة من الرواية السادسة وهم يقولون أنها ستنضم إلى فرقة المسرح تلك, وسيكون ذلك قولاً منطقياً.

السؤال الذي لا يزال عالقاً بذهني الآن هل فعلاً تلك الفتاة هي التي قامت بطلب قتل الليدي كرين؟ أم أنه فقط استنتاج خاطئ من أريا؟ ما نعرفه عن بيت الأبيض والأسود هو أنه مؤسسة دينية وليس منظمة مرتزقة. لأنه إذا كان استنتاجاً خاطئاً, فإن هذا يعزز كثيراً من نظرية أن هذا اختبار للإثنين, بل إختبار للتلميذة أكثر من أريا, ويفسر تقبل جاكن هغار لأجوبة أريا بكل سهولة لمعرفته بأنها لن تستطيع أبداً التحول إلى عديمة وجه.

game-of-thrones-6-60-6

الحيز الزمني يضرب من جديد: لقد كبر سام الصغير.

عندما قال سام أن أباه ”لا يحب الهمج“ فإنه كان يجامله, ففي الحقيقة, رانديل تارلي لا يبدو انه يحب أي شيء, بالذات إبنه الأكبر. وأكبر دليل على مقدار الكره الذي يكنه تارلي لإبنه هو إستعداده لتقبل قصة السائرين البيض ووجودهم كدليل على مسقط رأس غيلي, بدون أن يكترث لشجاعة وبسالة إبنه.

إنه عضو أخر في نادي ويستيروس للأباء السيئين™.

ظل سامويل صامتاً طوال هذا الحديث, لمنع العائلة التي ولد فيها من نبذ العائلة التي اختارها, سام السمين قاتل السائرين والثين لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام والده الذي يحط من قيمته عند كل فرصة تسنح له. طبعاً, هذا المشهد كله كان الهدف منه إظهار السيف الفاليريّ, والذي حسب قانون مسدس تشيخوف (أو سيف تشيخوف في هذه الحالة) فإن هذا السيف سيكون له دور في مشهد لاحق وهو ما حدث بالفعل عندما أقدم سام على سرقته, الأمر الذي سيغضب والده أكثر.

السبب الوحيد لوجود هذا المحور كله من الأساس على ما يبدو هو ذلك السيف, الأمر الذي لم أجده يبرر الوقت الذي تم تخصيصه لهذا المحور (تقريباً نصف الحلقة), أنا لا أقول أن هذا المحور كان سيئاً في هذه الحلقة, أنا أقول أنه كان ليكون أفضل لو تم وضعه مع محاور تدب فيها الحركة أكثر.

game-of-thrones-6-60-9
”لن تكون هناك مشية عار اليوم؟ هل تقول لي أنني تغوطت في يدي بلا سبب؟ على من سأرمي غائطي الآن؟“ — أحد المواطنين

في الحلقة الماضية قلت أنني اعتقد أن الدوريّ الأعلى يتلاعب باللانيسترز والتايريل عبر اخبار تومين بأن مارجري ستقوم بمشية التكفير. ولو أن ما حدث في هذه الحلقة ليس ما توقعته بالظبط إلا أن الدوريّ الأعلى تلاعب فعلاً بالجميع, إذ جعل مارجري تقنع الملك تومين بخلق تعاون بين الدين والدولة.

مارجري, التفسير المنطقيّ الوحيد هنا هو أنها تقوم بالتمثيل مرة أخرى, إنها منغمسة في الدور لدرجة أنها استطاعت اقناع حماتها وحتى والدها وجدتها, كل هذا لإبقاء لوراس سليماً. لربما تعتقد أنها تستطيع التلاعب بالدوريّ الأعلى كما فعلت بالكثير من الملوك (ليس وكأن هذا الملك الساذج يصعب التلاعب به). أو أن الدوريّ الأعلى لعبها صح: لقد اعتدى على السير لوراس, الذي بدوره استطاع اقناع مارجري, ومارجري قامت بإقناع تومين. كلا الأمرين واردين عند هذه النقطة برأيي.

game-of-thrones-6-60-11
”هل سأمشي عاريا في الشوارع؟“ يسأل جايمي, بينما ألاف الفتيات عبر العالم يصرخن ”نعممممممم!“

في مشهد يذكرنا بجوفري وباريستان سلمي, يقوم تومين بطرد جايمي من منصبه كقائد للحرس الملكيّ ويرسله إلى الفرات ليواجه بريندن ”القرموط“ تولي. جوفري طرد باريستان قبل فترة قليلة من تسممه. ومع غياب جايمي ومحاكمة سيرسي وكون عمه كيفان…. العم كيفان, يحتمل جداً أن تومين لن يعمر في كرسيه طويلاً. كيفان ليس هو تايوين, هذا أمر مؤكد.

في المشهد التالي نرى تبادلاً غريباً للأدوار, جايمي الغاضب وسيرسي الهادئة. نرى مرة أخرى هذا الجانب الجديد من سيرسي التي تخطط وتدبر تفادياً للفشل بدل سيرسي الإندفاعية والغاضبة.

آل فراي يريدون استعادة القلعة… جايمي ذاهب ليستعيد قلعة فرات… و سانسا أرسلت بريان لتستميلهم إلى قضيتها… وقلب تورموند المسكين ينفطر شيئاً فشيئاً.

game-of-thrones-6-60-1

على ذكر آل فراي, مشهد مضحك كان ذاك, الممثل الذي يلعب والدر فراي يبدو انه مستمتع جداً بلعب الدور. عدى عن كونه مشهداً مسلياً, سمعنا فيه ذكر أخوية بلا راية, وقراء الروايات قفزوا عند سماعهم ذلك متسائلين: هل سيحدث ذلك حقاً؟ إذا كان جون قد عاد من الموت, وبينجن وحتى غريغور كليغان, أنا أقول أنه كل شيء ممكن عند هذه النقطة.

game-of-thrones-6-60-2
لا… ليس خطاب أخر… بربك يا امرأة!

ذاريو يطلب من دندونة إعادة التفكير في مستقبلها بالنظر إلى الدور الذي كانت سيئة فيه (داني الحاكمة) والدور الذي تجيده (داني الفاتحة), إنها نصيحة ذكية, ما حدث تالياً لم يكن كذلك.

رحيل دينيريس وعودتها على متن التنين لم يكن سوى مشهد لتبرير ميزانية المؤثرات البصرية, لأنه بعد ما حدث في المرة السابقة في هذا المحور لم تكن هناك أية ضرورة لإستعراض القوة من جديد, الدوثراكيون يهابونها بالفعل ولا أعلم ماذا كان الهدف من هذا الاستعراض كله.

المضحك أن هذه الحلقة في وقت سابق قامت بالسخرية من خطابات التشجيع هذه عندما على ذلك التعبير الوجهي الساخر محيا جايمي بعد سماعه لخطاب مايس تايريل, فذلك ختمها بخطاب سخيف أخر لا هدف منه كان فكرة غبية جداً.

حتى عندما حاولت استنباط مغزى من هذا الحوار لم استطع سوى تخيّل أنه استباق لتحويل دينيريس إلى شخصية شريرة نوعاً ما, إذا تمعنتم فيما تقوله فإنها تقنياً ستصبح عدوة الجميع في ويستيروس وستحارب أي شخص يقف في طريقها, أي: تلك الشخصيات التي تحبونها وتتعاطفون معها.

لكن مرة أخرى قد لا تكون هذه سوى محاولة لاستنباط مغزى من شيء لا مغزى له ولا غاية.

بريفيو الحلقة القادمة

التقييم النهائيّ

الحلقة: على قول أريا: الكثير من الضراط, التجشؤ والصفع في هذه الحلقة...
7 / 10 إذا كانت حلقتك تخلو من أحداث كبيرة فعلى الأقل عوضها بحوارات مثيرة للإهتمام أو أظهر لنا جوانب جديدة من الشخصيات على الأقل. ضعف تومين ليس شيئاً جديداً, قبح والدر فراي ليس شيئاً جديداً, ولا أي من تلك الأشياء الأخرى التي رأيناها في هذه الحلقة. إذا كانت حلقة ما ستعتمد على القوة العاطفية وراء قيام الشخصيات بخيارات صعبة أو إختبار قوة شخصيتهم فإنه يفضل أن نرى القليل من التحول كذلك.