غيم اوف ثرونز الموسم 3 الحلقة 5: وعود و نذور

أرض ويستيروس الغالية محكومة بواسطة الوعود و النذور بين الأسياد و الملوك, الرجال و النساء, الفرسان و الاسطبليين, الأباء و الأبناء. جوهرياً, لدى الجميع وعد أو نذر ليفي به, وشرف ليُبقي عليه. حلقة هذا الأسبوع, المُعنونة ”ممسوس بالنار“, تتعلق بالوعود الشخصية: بعضها أوفيَ به, و البعض الأخر نُكث به.

أفضل ما في هذه الحلقة هو حوار (جايمي) و (بريان), حيث يحكي فيه قاتل الملك/ناكث الوعد قصة قتله للملك المجنون, و سبب فعله لذلك. ”(نيد ستارك) لم يرد ان يسمع جانبي من القصة“, هذا يعلّمنا انه مهما كنت شريفاً فلا يعطيك هذا الحق في أن تحكم على غيرك.

في الشمال و خلف السور

Game of Thrones Jon Ygritte

(جون سنو), لكي يثبت ولائه للهمج, ينكث بقسم حرس الليل, مع (يغريت), ويتضح ان (جون) يعرف شيئاً أو إثنين عن معاملة النساء, وعلى هذا الحال, يبدو انه أفضل حالاً مع الهمج أكثر من حرس الليل,لا أحد يلومك يا (جون), قوامها ممشوق و شعرها ”ممسوس بالنار“. من جانب أخر, الهمج يقتربون أكثر فأكثر من السور, معتمدين على معلومات (سنو) لتخطيط خطط ستراتيجية.

محور (جون سنو) هو الأضعف في هذا الموسم, وكان من الأجدر تخصيص هذا المشهد الغير ذو فائدة لمحور أكثر اثارة للاهتمام, مثل (بران) و (جوجن).

في كهف ما في مكان غير معلوم

Game of Thrones Thoros Beric

في عهدة أخوية بلا راية, (أريا) تتفرج على محاكمة الدموم (ساندور كليغان), الذي يقاتله (بيريك دونداريون) قائد أخوية بلا راية, الذي يشعل سيفه بواسطة يده, مُؤججاً بذلك خوف الدموم من النيران. لكن النيران لم تمنع (كليغان) من قتل (بيريك) بضربة قاصمة, قائلاً ”يبدو ان الرب يحبني أكثر من ابن الجزار ذاك“. لكن قصة (بيريك) لا تنتهي هنا, بل يعيده (ثوروس) الميريّ للحياة مجدداً, في مشهد مفاجئ جداً. إذا لا عجب ان الأخوية تتبع دين إله النار, (بيريك) عاد من الموت ستة مرات! الأمر الذي يشير إلى أن (ثوروس) الميريّ هو كذلك كاهن من نوع ما في ديانة إله النور, كاهن أفضل من (ميليساندري) على ما يبدو, فهو على الأقل لا يحرق الناس أحياءاً أو يقول لـ(بيريك) انه الواحد المنشود أو هراء من هذا القبيل.

(غيندري) يقرر الانضمام للأخوية كحداد, في مشهد مؤثر عن العائلة, تقول له أريا ”يمكنني ان اكون عائلتك“. إذا هنا تكون نهاية الثلاثيّ المرح, ”فطيرة ساخنة“ بقي في خان مفترق الطرق, و (غيندري) ينضم للأخوية, و (أريا) ستعود إلى بلاد الروافد, حيث يوجد أخوها, برفقة (ثوروس) الميريّ.

رأينا في هذه الحلقة مدى الغضب و الكراهية الموجودة لدى الطفلة (أريا), تصرخ قائلة ”اقتله!“ أو ”احترق في الجحيم“, بل انها حاولت ان تنال من الدموم بنفسها حتى, لكن بحلول الليل, رحل الدموم, وعادت إلى ”طقس ما قبل النوم“ الخاص بها, ”جوفري, سيرساي, سير إلين باين…“

قلعة صخر التنين

Game of Thrones Stannis 4

لا نبتعد كثيراً عن إله النور, نعود أخيراً إلى (ستانيس) المهزوم. نلتقي أخيراً بزوجته (سيليس) و ابنته (شيرين), وعلى ما يبدو (سيليس) مؤمنة بإله النار أكثر منه حتى, ترى نفسها فاشلة لأنها لم تستطع ان تمنح (ستانيس) إبناً, بينما تبقي على جنائن أطفالها الموتى في قنينات كبيرة وكأنهم قطع مخلل. يعترف (ستانيس) بخيانته لها, لكن (سيليس) تعلم ذلك سلفاً, وتتقبله أفضل من (ستانيس) حتى!

الصغيرة (شيرين) محتجزة في غرفة ما فقط لأنه لديها تشوه على وجهها. (شيرين) تحبّ فارس البصل (دافوس), وتعرض عليه ان تعلّمه القراءة. كثيرون لم يتوقعو ظهور هذين الشخصيتين, لكن ظهورهما أضفى طابعاً جميلاً على الحلقة, وأعطانا نظرة عمن يكون (ستانيس) بجانب القائد المغوار الذي يطمع في العرش.

بلاد الروافد

Game of Thrones Robb 5

(وليام) و (مارتين لانيستر) ليسا سوى إسطبليين, لكن هذا لا يهم اللورد (كارستارك), الذي دخل غرفتهما عنوة وقتلهما, مجرد طفلين صغيرين لا ذنب لهما في مقتل إبنه. (روب ستارك) يرى أن هذه خيانة, ومُسيّراً بغضبه, يحكم على اللورد (كارستارك) بالموت و الشنق لكل من تعاون معه في هذه الغارة.

يفقد (روب), ”الملك الذي فقد الشمال“, نصف جيشه جراء هذا. لقد كان (تايوين لانيستر) على حقّ, كل ما يتوجب عليه هو ان ينتظر, و سوف يتداعى جيش الشمال لوحده. لقد أظهر لنا (روب) الجانب الأخر من شخصيته, الجانب العنيد, وليس الجانب المفكّر و الإستراتيجيّ.

تلوح لـ(روب) فكرة, وهي… احتلال قلعة الصخر, معقل اللانيسترز! وليفعل هذا, سيضطر إلى أن يعود زاحفاً متوسّلاً إلى اللورد (فراي), الذي وعده في وقت سابق أن يتزوج احدى بناته.

هارنهول

Jaime

يصل رجال (بولتون) إلى هارنهول برفقة (جايمي) و (بريان) أخيراً, يلتقي ذابح الملك باللورد (بولتون), الذي يخبره بأخر المستجدات, كل ما فوّته (جايمي) في فترة أسره, ينهار (جايمي) بعد سماعه أن اخته/عشيقته بخير.

يقوم (كايبورن) بمعالجة ذراع (جايمي) المبتورة اليد, مع إصرار (جايمي) على عدم تناول ”حليب الخشخاش“, الذي يبدو انه مخدر أو نوع من البنج المستعمل في ويستيروس, فيطلق (جايمي) صرخة تهز أركان هارنهول.

بعد ذلك, يذهب (جايمي) للاستحمام, حيث يجد (بريان) وهي تستحم. يقفز إلى ذات المسبح معها, رغم وجود مسبح أخر, تشعر (بريان) بالحرج من ذلك. لا تقلقي يا (بريان), (جايمي) لا يشتهي سوى اخته. يتحدث (جايمي) عن الوعد الذي قطعته (بريان) لليدي (كاتلين) بإيصال ذابح الملك إلى بوريال, ساخراً من عدم إيفاءها بوعدها قائلاً ”لا عجب ان (رينلي) مات تحت حراستك“, يدرك (جايمي) ان هذه اهانة كبيرة منه و يعتذر عن ذلك. ثم يتحدث هو الأخر عن وعده, حماية الملك, وكيف أن الملك المجنون (أريس) طلب منه أن يقتل أباه (تايوين) و أمر بقتل الجميع أطفالاً و نساء, و كيف أن (جايمي) تدخل ليمنع كل ذلك, مقابل أن يهزء منه الجميع ناعتينه بوصف ”ذابح الملك“, لأن الشريف جداً (نيد ستارك) لم يكلف نفسه عناء سماع جانب (جايمي) من القصة.

إنهار (جايمي) بعد ذلك بين ذراعيّ (بريان), مطالباً إياها بمناداته (جايمي) بدل ”ذابح الملك“.

بوريال

Game of Thrones Tywin 4

في جنوب ويستيروس, (تايوين) يحبك الخطط ضد آل (تيريل), يقرر تزويج الزعبوب (تيريون) بـ(سانسا). هذا ليس هو القرار المفاجئ الوحيد, بل إنه يقرر تزويج (سيرساي) بـ(لوراس), في ثاني زواج استراتيجيّ للسكيرة.

نرى مجدداً ذكاء ودهاء (تايوين), الذي لا يترك قسوته تؤثر على خططه. أن يسمح لآل (تيريل) بأخذ (سانسا) كانت لتكون طريقة معقولة للتخلص منها ومن الشمال لكنه فكر في أنه يمكنه ان يضع أحد اللانيسترز في وينترفل ولن يعترض عليه أحد. ومن جانب أخر, يعزز موقفه في عُلارياض بتزويج (لوراس) بـ(سيرساي).

هل كان الزواج الثاني مع آل (تيريل) ضرورياً؟ هل يحتاج اللانيسترز حقاً تعزيز علاقتهم أكثر مع آل (تيريل)؟ لربما تعزيز العلاقات مع دورنا كانت لتكون خياراً أفضل, وعذراً لإبعاد (سيرساي) عنه أكثر.

مشهد ملكة الأشواك (أولينا) مع (تيريون) كان إبرازاً رائعاً لمدى قوة آل (تيريل) في تسيير علاقاتهم العامة أكثر من نظرائهم اللانيستريين.

إذا (بايليش) كان يتجسس على آل (تيريل) عبر السير (لوراس), الذي أفشى سرّ زواجه القادم. الخنصر غير مستعد للتنازل بعد عن ”مفتاح الشمال“ (سانسا), المسكينة يتم رميها من رجل إلى أخر حلقة بعد حلقة بدون علم منها.

لننسى بوريال قليلاً, ستصبح الأمور مثيراً للإهتمام أكثر عما قريب.

إيسوس: خليج النخّاسين

Game of Thrones Daenerys 2

رأينا على الخارطة في شارة البداية مكاناً جديداً في قارة إيسوس, (دينيريس) لم تصل إليه بعد, لكنها في طريقه نحوه, برفقة جيشها من ”الفرسان بلا خيول“, تحاول ان تجعلهم رجالاً أحراراً. إنها مدينة يونكاي, مدينة العبيد.

وفي نفس الوقت نرى الصراع بين (جوراه مورمونت) و السير (باريستان سلمي), هذا الأخير الذي يقول ان ”الرجل الشريف يفي بقَسَمه, حتى لو كان تحت إمرة سكير أو مجنون“, و يذكّر (جوراه) بأنه رجل موصوم, منفيّ, بسبب متاجرته في العبيد في أرض يحرّم فيها الاستعباد. لم يقل (سلمي) الشيء الكثير, لكنه لمّح إلى أنه ربما أيام (جوراه) كـ يد (داني) اليمنى أصبحت معدودة. وكالمتوقع, (جوراه) يخالفه الرأي.

التقييم النهائيّ

الحلقة:
8 / 10 هذا الموسم يبدو مشتتاً و غير مركز على عكس الموسم الاول الذي كان يتركز على (نيد ستارك) و الموسم الثاني الذي تركز على (تيريون) و منصبه كساعد للملك. لكن حلقة "ممسوس بالنار" كانت حلقة رائعة و مليئة بالعاطفة... و بالمؤخرات.